الاتحاد الدستوري - الحزب الحاكم في وزارة السعيد - فقال لي إنك شاعر معروف وأديب لك مكانتك في البلاد العربية، ويكفي أن (الرسالة) تحمل كل أسبوع نتاج قلمك إلى القراء، ولكن الحكومة لا توافق على منحك الامتياز. قلت له: لماذا؟ في حين أن من أعطتهم الإجازة اللازمة لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم فسكت.
ثم رجعت مرة أخرى إلى موظف كبير في الدولة قلت: يا سيدي إن الحكومة تحاربني في رزقي الذي يدر علي من قلمي؛ فقال كيف؟ قلت: إن مدير الدعاية بأمر من وزير الداخلية منعني من إصدار مجلة أدبية، وهي كما تعلم دعاية للأدب العراقي الذي يجب أن يعلن عنه، لأن الأمة التي لا أدب لها لا قيمة لها؛ قال: هذا أمر وزاري، قلت: ما رأيك في أنني نظمت شكواي في قصيدة رفعتها إلى الأستاذ الجليل الزيات، وسأنشرها قريبا ومنها:
أأبا (الرسالة) والحديث كما ترى ... شجن ولولا أن يقان أعادا
لأسلت من شكواي جرحا داميا ... هيهات يلقي في العراق ضمادا
في أي مملكة يموت أديبها ... جوعاً وتختزن الكلاب الزادا
في أي مملكة يقيد شاعر ... ليعيث وغد في البلاد فسادا
ثم ختمتها بقولي له:
ما زلت في بغداد أحتمل الأذى ... حتى سئمت من الأذى بغدادا
قال ومتى ستنشرها كاملة؟ قلت: خلال هذا الشهر
هذه قصة الصحافة الأدبية في العراق أسوقها شاهداً وأطلب من كل قارئ التعليق عليها أولا، ثم أريد أن يفهم إخواني الذين يعتبون عليّ لكوني أنشر في مصر ولا أحب النشر في العراق، أنني لا أحب أن أقبر بين ظلال العبودية، وتحت أقدام أذناب المستعمرين الجهلاء. فهل من سميع؟
بغداد
عبد القادر رشيد الناصري
جمعية جديدة للمسلمين في أمريكا الشمالية
وقع الاختيار على عبد الله اجنام من سيدار رابيدز ليكون أول رئيس للجمعية الدولية