للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تضغط شيئاً فشيئاً وكاد كل شيء ينتهي، لولا أنه سمع وقع أقدام تقترب منه أعقبه سلعة مكبوتة ودق خفيف على الباب.

ودخل الخادم فألفى سيده منتحيا ناحية من المكتب جالسا في تراخ وخمول، أما المسدس فقد كان مختفيا وراء علية السجاير.

- لقد جاءت الآن فقط يا سيدي

فاه الخادم بهذه الجملة في صوت خافت ولهجة احترام وهو يمد يده إلى سيده برسالة مسجلة. . . فتناولها فورلاند بيد مرتجفة ثم أومأ إليه بالانصراف.

وفض الظرف في عجلة واضطراب فسقطت منه الرسالة وهو يخرج حزمة من الأوراق المالية كانت فيه.

والتقط الرسالة وأخذ يقرأ ما جاء فيها بعينين جاحظتين.

(سيدي: لقد أمرني عمك جيمس. . ب. موبيث أن أرسل إليك هذا الكتاب وبه ألف من الجنيهات، وهي نتيجة الارتفاع المفاجئ لأسهم شركة آبار البترول، التي كان لك حظ الاشتراك فيها عند فجر حياتك).

وكانت الرسالة ممهور بإمضاء مسجل شهير.

وأحس فورلاند رغبة ملحة في أن برفع عقيرته بالصياح فرحاً وابتهاجاً، ها هي ذي ألف جنيه في يده. . . ملكه وحده، لا ينازعه فيها منازع. ولا يشاركه فيها شريك، سيعيد ما اختلسه في صبيحة اليوم التالي قبل اكتشاف الأمر دون أن يعلم أحد. . . أية معجزة أية خارقة. . أي حظ سعيد؟ لقد هزأ بالمعجزات وهاهي ذي قد حدثت، وسخر من الخوارق وها هي ذي قد حلت.

بيد أنه عبس قليلا وهو ينظر إلى المال، لماذا لم يرسله عمه صكا على المصرف؟ ولكنه عاد وتذكر أن عمه يمقت معاملة البنوك، بل هو لا يثق بها ولا يأمن لها، إن عادته دواما أن يدفع بالنقد.

وتذكر قول عمه له ذات يوم: (أصغ إلي يا فورلاند، إن شركتنا هذه وإن كانت لا تدر علينا أي ربح الآن. فإنها ستغدو في مدى زمن - طال أم قصر - من أعظم الشركات الدولية في العالم) إذن فهذه هي أولى الأرباح. . . إذن ستترى عليه المبالغ بعد الآن. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>