للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتعلقت والستر يجذبها ... بذراع منحل القوى كهل

فنهضت أحميها وقد حضنت ... أعشى الزجاج بصدر مبتل

وأزحتها عن لوحة خفقت ... بالأفق خلف الماء والظل

والريح تخبط في مساربها ... مجنونة بسنابل الحقل

وتجهمت ديم مقرحة ... سالت مآقيها على السهل

حلك يقطعها الغمير على ... أرض كأن أديمها يغلي

حتى الطبيعة هاج سادرها ... وتقلب محزونة. . مثلى

ونبهت إذ لطفت على كتفي ... كف تمر به على مهل

لما التفت وراعني منها ... نضو الخال وشاحب الشكل

ألقت على صدري جدائلها ... ورنت بصمت الدمع كالطفل

وعلى الشفاه تدب رعشتها ... وتسير في جفنين من ذل

حتى إذا ساءلتها هتفت! ... نحن الغريبان بلا أهل

وهي كما يقول (من أعز الأبيات إلى نفسه. .)

وبعد أيها القراء فهذه لمحة سريعة لفترة من سباب أبلى وجاهد. . ثم انهار. . وحملته المظالم إلى الهروب. . . والتغرب. وليس هذا بجديد في عصر تتشعوذ فيه القوة بالنسف والتخريب. . . نسف المثل وتخريب مزايا الإنسان. .

هذا ولا أريد أن أودع الشاعر لطفي جعفر أمام دون أن أقدم

لقرائي الأعزاء قصيدته التي نظمها يوم ٢٤١١١٩٥١ في

الباخرة (دتوتر ماسل) وهو في طريق هجرته من عدن إلى

ممباسا ومنها إلى يوغنده وهي بعنوان (شريد)

سوف أمضي. لكن إلى أين. . لا أدري؛ خطا في الظلام تسري جريئه

لي إشراقة من الذات. . من ذاتي أنا. . هذه القتام الوضيئه

عبرت والحياة. . إثم وذنب. . وهي منها. . ولكن ومنها بريئه

كلما أفرغت جمالا وطهرا ... طفحت بالأثام كاساً مليئه

<<  <  ج:
ص:  >  >>