الشبهة، وغامت سماء الشكوك، خاصة فيما يتعلق بالجزيرة العربية، التي هي الوطن الأول للإسلام والعرب والعروبة) ونزجي لحضرته - مع هذا - شكرنا، لما أبداه للعربية من يد بيضاء.
حمد الجاسر
الإمام المراغي
تأليف الأستاذ أنور الجندي
للأستاذ عبد العزيز الدسوقي
كان الإمام المراغي. . طيب الله ثراه. . ورضى عنه. . قبساً من أقباس الفكر الخالق المتعمق، وشعاعا من نور النبوة الصافية. . . ونوراً من هدى السماء. مزج الدين بالدنيا، ووصل الأرض بالسماء. . وواءم بين وثبات الفكر المتطور المتألق، والعلم الزاحف. . . وبين منابع الدين الغامرة العامرة. . حتى صار بحق ثالث ثلاثة أحدثوا في الشرق والعالم الإسلامي، ثورة فكرية بعيدة المدى. .
. . وكان - الإمام - أحد نماذج التي تعشقتها، وكنت أستلهمها. وأستوحيها. . كان حبيباً إلى نفسي بنظراته النفاذة العميقة. وصوته الهادئ الموسيقي العذب النبرات، الفياض بالإخلاص. والمعبر القوي،. . ثم اختفى بعد حياة حافلة بالكفاح والاصطلاح. . وخنق صوته غول الفناء الرهيب. . وكادت سيرته تحتفي في قبو النسيان. . والشرق. . ومصر خاصة ما أكثر ما ينسى أبطاله، فلم نسمع عن المؤلفات التي تكتب عن المراغي وشخصيته متعددة الجوانب، ولم نر الأزهر يخلد ذكرى الإمام الذي وقف حياته على إصلاح، حتى قيض الله لهذا الإمام. . الصديق الكريم الأستاذ أنور الجندي وهو وإن كان من غير بيئة أن هيامه بالشرق، وتوفره على دراسة المسائل الإسلامية، وكتبه المتعددة في هذا المضمار، شاهد قوي على أنه ليس غريبا على جو الإمام والمراغي. .
لذلك أقدم الزميل الحبيب في إيمان حار. . وأخرج كتابه الإمام المراغي. . والكتاب وإن كان صغير الحجم كما تقضي بذلك طبيعة سلسلة (أقرأ) إلا أنه ألم بكل حياة المراغي. . فكتب عن المراغي طفلا تنطبع على نفسه انطباعات الطفولة في قريته المراغة بصعيد