لقد حملت (الرسالة) منذ عددها الأول مشاعل الأدب الرفيع، فجبت إلى القلوب هذا اللون من الأدب، في وقت تنافس فيه المتنافسون في تقديم ألوان رخيصة من الأدب للشباب، محاولين قتل الروح المعنوية في نفوسهم، بما يقدمونه له من أدب داعر، وصور ماجنة، وقصص يسري في فصولها السم!
حملت (الرسالة) مشعل الأدب، تقود على ضوئه كتائب الشباب نحو أهداف العزة والمجد، وتخرج في معدها الكثيرون من حملة الأقلام الحرة، التي تؤمن بما كتب، ولا تكتب إلا ما تؤمن. . . فأصبحت المنبر الذي تتلاقى فيه أقوى الأقلام. . . أقلام الإصلاح، والتقديم، والتوجيه السديد!
حملت لمحبي القصة أرفع القصص. . وحملت لمحبي خير ما يقرأ. . وحملت لمحبي العلوم كل ما يعوزهم. . كل ذلك في أسلوب رفيع. . ونهج بديع. . ما حادت عنه يوما. . وما رضيت عنه بديلا!
وبعد. . هذه تحية سريعة. . أسجلها على صفحات (الرسالة) إقراراً للحق. . واعترافا بالفضل. . لا أبغي من ورائها المديح ولا الإطراء. . لأن (الرسالة). . . وصاحب (الرسالة). . وأقلام (الرسالة) كل أولئك ليس في حاجة إلى المديح. . ولا الإطراء!
عيسى متولي
معاهد للأمهات
حبذا لو أنشئت في مصر والشرق معاهد للأمومة، تتلقى الأمهات بين جدرانها دروسا شتى في تربية أطفالهن، وينشئتهم النشأة الصالحة التي يقوم عليها تكوينهم الشخصي السليم.
يدفعني إلى هذا التفكير ما يلاحظ على كثير من الأمهات من أخطاء ملموسة في تنشئتهن أطفالهن وطبعهم بطابع يسوده التعقيد والاضطراب والجبن والفزع، والحيلولة بينهم وبين الحياة الصحيحة التي يجب أن يشبوا عليها، ويندر أن تجد الأم الحازمة التي تنشئ أطفالها على الشجاعة الأدبية والخلقية والاعتزاز بالشخصية، والثقة بالنفس والاعتماد عليها، والتي تفتح أمامهم منذ الصغر آفاقا فسيحة من الطموح والمثابرة والتنافس والإقدام.
لا تزال بعض الأمهات يقفن عقبة صامدة في سبيل النضوج الفكري والشخصي لأطفالهن