البنفسجي وفوق رأسه قبعة سوداء مزركشة بالحرير وحذاءه قرمزيان ووراءه خادم.
وقال الطالب للسيدة أنه منذ بضعة أعوام أفضى للفيلسوف شوانج برغبته في أن يصير تلميذاً له فقبل، وإنه جاء من بلاده اليوم لأجل هذه الغاية، ولكن لسوء حظه لم يصل إليه بعد موت الأستاذ، وانه وفاء لعهده يريد أن يقيم في منزله حزينا عليه مائة يوم.
وبعد أن أبلغها ذلك سجد أربع سجدات وبلل الأرض بدموعه. ولما هدأت أعصابه قليلا طلب مقابلة تاين فرفضت ثلاث مرات، ولكنها رضيت أخيراً أن تراه بعد أن أخبرها الثقات بأنه لا حرج على أرامل العلماء من مقابلة تلاميذهم.
وتلقت تحياته بأهداب مسترخية فقد فتنها جمالة ورشاقته واختلج قلبها بمشاعر كثيرة وطلبت إليه أن يقيم بالمنزل. وأعد العشاء فتناوله معه، وكان تنهدها يمتزج بتنهده، وأهدت إليه علامة على تقديرها إياه نسخة من كتاب (نانهوا) وأخرى من كتاب (سوترا) وهما الكتابان اللذان يؤثرهما زوجها.
وكان هو أيضاً علامة على حزنه يصلي كل يوم بجانب القبر ساعة تجلس إليه لتبكي.
وفي إثناء هذه الجلسات كانت تدور أحاديث قصيرة ويتسارقان النظرات فنشا بينهما العطف فمال إليها كثيرا وأحبته اشد الحب.
ولما كانت راغبة في تعرف أحوال ضيفها استدعت خادمه وقدمت إليه النبيذ حتى سكر وسألته: (هل سيدة متزوج؟) فقال: (إنه لم يتزوج قط) فسألته الزوجة: (وما هي الصفات التي يشترطها فيمن يريدها زوجه). فقال وقد أثر فيه مثل جمالك يا سيدتي)
فسألته باهتمام: (هل قال ذلك حقا؟ أتخبرني بالصدق؟)
فأجابها الخادم: (إن رجلا في مثل سني لا يكذب)
قالت: (إذا كان الأمر كذلك فكن وسيطا في الزواج بيني وبينه)
فقال: (إن سيدي كلمني في ذلك قبل الآن، وإنه لولا احترمه لذكرى أستاذه لبادر بطلب الزواج)
قالت الزوجة: (الواقع أنه لم يكن قط تلميذا لزوجي، أما جيراننا فهم قليلون وليسوا من ذوي الاعتبار فلا يحسن أن تقيم وزناً لانتقادهم)
وهكذا ذللت العقبات وتعهد الخادم بان يكلم سيده. ولما ذهب الخادم شعرت السيدة بقلة