الصبر شعوراً مضاعفا. وكانت تسير في منزلها ذهابا وجيئة وتنصت قرب النافذة علها تتسقط كلمة من حديثه وهي لا تفكر إلا في الزواج.
فلما دنت من القبر سمعت صوتا منه واضحا، وسمعت تنهدا فقالت:(هل من الممكن أن يعود الميت إلى الحياة في الدنيا؟).
ولكنها سرعان ما اطمأنت أما رأت الخادم السكران نائما بجانب القبر. ولو أنها لاحظت هذه الملاحظة في وقت عادي لأنبت الخادم وزجرته، ولكنها في هذا الوقت لم تجد خيرا من السكوت.
وفي صباح اليوم التالي قال لها الخادم أنه كلم سيده وإن السيد يجد في هذا السبيل ثلاث عقبات وهي:
أولاً: إن قبر الميت في وسط الدار، وذلك لا يجعله مسكنا صالحا للعروسين.
ثانياً: إن شوانج كان يحب زوجته حبا شديداً وإنها كانت كذلك تحبه، وهو يخشى إن تزوج منها ألا تستطيع حبه كما كانت تحب زوجها الأول؟
ثالثاً: أنه لم يأت معه من الثياب ولا من المال بما يلزم لإتمام الزواج
قالت الزوجة: إن هذه الأمور لا يصح أن تسمى عقبات في سبيل الزواج. . فقبر الميت ينقل من داخل المنزل إلى الحديقة التي خلفه. . أما من الوجهة الثانية، فقد كان شوانج محترما عظيم النفوذ ولكن به ضعفا من الوجهة الخلقية؛ فقد ماتت زوجته الأولى، وطلق زوجته الثانية، وكان قبل وفاته بقليل يغازل امرأة تروح على قبر زوجها ليجف، فلا يكن عند الطالب شك في أنه سينال من حبها إن تزوج منها أكثر مما ناله الزوج السابق! وأما من الوجهة الثالثة فإن لديها مالا كثيرا وستعطيه ثمن الثياب وتقوم بنفقات العرس!
وقالت: أخبره أن اليوم أنسب يوم للزواج، فلا يتردد، ولا يرجئ الأمر! وأعطت الخادم مالا كثيرا فذهب إلى سيده الطالب.
ولم يكد يذهب، حتى أبدلت تاين ثياب الحداد بثياب العرس وأوقدت الشموع واستعدت لحفلة الزفاف، ولكن في الموعد المحدد جاء الطالب هائجا وعليه الجنون. فاستدعت تاين الخادم وسألته هل اعتاد سيده أن تنتابه هذه النوبات؟
قال: نعم، فإنه مدله بحب الإله (تسو) إله العلم، وكانوا يعالجونه من هذه الحالة بأن يطعموه