قال: نعم على شرط ألا يكون مضى على وفاته تسعة وثلاثون يوما!
فقالت:(الأمر سهل فأنه لم يمض غير عشرين يوماً على موت زوجي الأول فلنفتح قبره، ولنطعمه مخه).
قال:(وهل توافقين على ذلك؟)
فقالت:(إنني وسيدك الآن زوج وزوجة، وعلى الزوجة أن تفعل من اجل زوجها كل شيء فكيف أرفض إطعامه من جثة إن تركناها قليلا استحالت إلى تراب؟).
فأحضر الخادم فأسا وذهب مع تاين إلى القبر فحفراه حتى بدا الصندوق فناولها الخادم الفأس، وكسرت الصندوق فظهرت الجثة، ورفعت الزوجة يدها بالفأس لتكسر الجمجمة وتستخرج المخ، ولكن الجثة تثاءبت ثم فتحت عينها.
فصاحت تاين مذعورة ووقع الفأس من يدها، وجلس الفيلسوف الميت في قبره وقال:(يا زوجتي العزيزة ساعديني على القيام).
فخافت الزوجة ولم يكن في وسعها إلا أن تطيع، فساعدته وقادته إلى غرفتها، وكانت غير ناسية النظر الذي سيؤلمه في هذه الغرفة، ولذلك ارتعشت وهي تقترب من الباب؛ ولكن كان من حسن حظها أن الطالب وأصحابه خرجوا من تلك الغرفة قبل ذلك.
فانتهزت هذه الفرصة وقامت بالخدمة التي تحسنها كل امرأة وأقسمت أنها لم تكف عن البكاء بالليل ولا بالنهار. وأنها لما سمعت صوتا من جانب القبر تذكرت القصص القديمة التي تدل على احتمال عودة الموتى إلى الحياة؛ فأخذت الفأس لتفتح له القبر؛ وحمدت الله أن جعل ظنها صحيحا فعاد زوجها إليها.
قال:(أشكرك يا زوجتي العزيزة ولكن هل لي أن أسألك لماذا ترتدين ثيابا مفرحة كثياب العرس؟)
فقالت:(لما سمعت الصوت من جانب القبر حدثتني نفسي بأنك عائد إلى الحياة فلم أرد استقبالك في ثياب الحداد).
فقال: (ولكن أمراً آخر يستدعي الإيضاح وهو لماذا لم يكن قبري في داخل المنزل كما هي