للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دائرة قطرها مئة متر. وما معنى أن نحرم للنام إلى ما بعد نصف الليل لنسمع هذيان حفلة من هذه الحفلات، أو غناء مغنية من المغنيات؟ أليس في الناس مرضي؟ أليست لنا أشغال؟ ألا نحتاج إلى النوم. أنعطل أشغال النهار كله أو نقضيها مرضى لأن الآنسة أم كلثوم كانت تغني طول الليل؟ وإن كانت ليلة جمعة، ليس بعدها عمل. . . هل كانت ليلة الجمعة في نظر الإسلام للطاعة والقيام، أم لسماع أم كلثوم؟

وما معنى أن تذاع كل أغنية مرة ومرتين وعشرا وعشرين نملها ونشعر أنها خرجت من أنوفنا، وهبها أغنية جيدة فهل في الدنيا ألذ من الفراني والبقلاوة والكنافة وما شئت من هذه الألوان، أطعم رجلا منها أبدا، لا تطعمه غيرها في الصباح والظهر والمساء يشته الخبز والبصل. . . ثم إنها كانت مدرسة شر لأطفالنا، فما منهم إلا حافظ لبعضهم بدل حفظه آيات الكتاب، والحكم والآداب. وصار أبناؤها يرددون أسماء الممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات، عوضا عن ترديد أسماء الأبطال والعلماء.

بقيت المدارس يا سيدي. وأنا لا أتكلم الآن عن برامجها وإهمال تعلم تاريخ الإسلام، وجغرافية بلاده؛ فإن لذلك حديثا آخر طويلا، ولكني متكلم عما يتصل منها بالفساد الخلقي وهو ما عقدت له هذا المقال.

المدارس يا سيدي تفسد بناتنا، وتعلمهن التكشف وتسوقهن إلى شفا المحرمات. وكم من متسترة ما تعلمت السفور إلا في المدارس، وكم من متمسكة بعادات البلاد وأوضاع الإسلام. ما جرأها على الخروج عليها إلا المدارس.

أليست المدارس تجبر البنات البالغات على كشف أفخاذهن في درس الرياضة في المدرسة؟ ألا يأتي المفتش مثلا فيراهن على هذه الحال؟ ومن في المدرسة من المعلمين الرجال؟! أليست المدارس تعلمهن الرقص التوقيعي، وفي الشام رقص السماح. وهو طريق إلى الفاحشة، وباب من أبواب الفساد.

ألا تكشف العورات في العرض الرياضي العام أمام الآلاف من الرجال وتأتي هذه المجلات الآثمة فتنشر صورة ذلك في الدنيا كلها، حتى يراها كل من لم يكن رآها.

والاختلاط في الجامعة؟ هل يرضى به الإسلام؟ هل تقره سلائق العروبة؟ أما رأيتم من مفاسده وشروره ما لا يجوز إبقاءه يوما واحدا؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>