للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العناصر الشيوعية في يوغسلافيا باستخلاص الحكم والسلطة من الحكومة الشرعية والقضاء على النظام الملكي والعناصر التي كانت تسانده؛ وتلك التي تعاونت مع الألمان الغزاة. وكان المارشال تيتو - زعيم الحركة الشيوعية في يوغسلافيا - وثيق الصلة بستالين وبالقيادة العليا للحركة الشيوعية العالمية التي كان المارشال اليوغسلافي من أبرز أعضائها، إذ سبق أن مثلها لدى الجيش الشيوعي الأسباني خلال الحرب الأسبانية الأهلية التي انتهت بفوز الجنرال فرانكو على خصومه الشيوعيين.

وأخذ المارشال تيتو يطبق في يوغسلافيا ما تلقنه من تعاليم ماركس وشروح لينين وستالين عليها عندما كان المارشال لاجئا سياسيا في موسكو وصديقا شخصيا لستالين.

وفي يونيه عام ١٩٤٨ - بعد ثلاث سنوات من استتبات النظام الشيوعي في يوغسلافيا فوجئ العالم بخصومة علنية بين تيتو وستالين، وقطيعة حاد بين روسيا السوفيتية ويوغسلافيا الشيوعية، شغلت العالم في تلك الآونة وكانت حديث الناس في كل مكان.

فلأول مرة في تاريخ الحركة الشيوعية يشق عضو من أبرز أعضائها عصا الطاعة على موسكو ويعرض نفسه وبلاده لخطر (التأديب) الروسي الذي كانت جيوشه على حدود يوغسلافيا في البلقان وأوربا الوسطى الخاضعة للنفوذ السوفيتي.

ولكن يوغسلافيا ومارشالها استطاعا أن يحتفظا برأسيهما عائمين فوق الماء، وأن يضمنا لونا من المؤازرة العسكرية والسياسية من المعسكر الغربي - خصم الاتحاد السوفيتي - رغم أن يوغسلافيا ظلت بلدا شيوعيا في أنظمته ومبادئه وأهدافه ومراميه.

ولأول مرة سجلت قواميس اللغة كلمة (التيتوية) علما على الشيوعية (القومية) التي تعيش على نظام ماركسي بحت، ولكنها لا ترتبط بالحركة الشيوعية العالمية عن طريق مركزها الروحي والإداري في موسكو.

وليس المهم أن نتعرف هنا دقائق المراحل التي تمت بها هذه القطيعة بين البلدين الشيوعيين - بين موسكو والمارشال تيتو ربيبها السابق، إنما المهم أن نأخذ بما يؤكد معظم الخبراء في شؤون يوغسلافيا من أن هذه القطيعة قد تمت وأنها ليست مزيفة كما يعتقد بعض الناس.

ووجه الخطورة في هذه القطيعة أنها تستند إلى خلاف جوهري على مبدأ أساسي من مبادئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>