كانت المدارس في ذلك الحين قليلة العدد، وكان باب التعليم مقصوراً على فئة قليلة من الناس
٢) الصحافة:
أما الصحافة فقد كانت متأخرة وقليلة، إلا أنه كانت هناك صحف تعنى بالأدب وبالنتاج الفكري، وأهمها مجلة (الفجر) التي كانت كما قيل لي قد لعبت دوراً خطيراً في تاريخ السودان الأدبي، إذ خلقت ثورة أدبية لأنها كانت المنبر الوحيد لتجاوب المواهب والعبقريات المختلفة الأشكال والثقافة، ثم جريدتي (النيل) و (الملتقى)
٣) التأثير الرسمي للثقافة:
لما كان السودان تحت الحكم الإنجليزي، والإنجليز يعدون أنفسهم مستعمرين وحاكمين، فطبيعياً تكون سياستهم مناوئة لنشر الثقافة، بل هم حاربوا العلم وسعوا في الحد من ذيوعه، حتى أنهم أخذوا يطاردون كل أديب متحرر وشاعر يفكر في طردهم من البلاد، أما تلك الحركات الأدبية والجولات القلمية التي ربت الجيل الجديد، ما كانت إلا نتيجة للصراع الفردي الذي بذله أحرار الفكر والعقيدة في السودان لخلق نهضة فكرية واتجاه ثقافي وأدبي مشرق اللمحات، بارز القسمات، إذ أنهم شعروا بضرورة العمل على خلق تلك النهضة لتؤدي خدمتها إلى أبناء البلاد كما ينبغي، وإذا ما ظهرت هناك جمعيات أدبية فمعنى هذا أن الاستعمار في خطر، لذلك كان الإنجليز يحاربون كل جمعية، حتى ولو كانت غير سياسية، على أنه رغم ذلك تأسست جمعية (اللواء الأبيض)، وهي سياسية الغايات والأغراض، ولعبت دوراً هاماً في ثورة عام ١٩٢٤، ثم جمعية (أصدقاء الفجر)، وهي أدبية المقصد
ثم قام مؤتمر الخريجين، وكانت غايته أدبية اجتماعية، وقد فتح المؤتمر عدة مدارس أولية ومتوسطة وواحدة ثانوية. وكان المؤتمر يعد العدة كل عام لقيام المهرجان الأدبي الذي كان يعقد في (أم درمان) الجزء الثالث من العاصمة، والأبيض وعطبرة، وأخيراً تطور المؤتمر وأعلن عن أهدافه السياسية
ثم ولدت بعد ذلك الأحزاب السياسية المختلفة، وأنشئت الجرائد الحزبية التي لم تعد تهتم