للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعود

كتبت مجلة (الأهداف) التي تصدرها السيدة جميلة العلايلي، وكتب صاحب هذه السطور في (الزمان) في هذا المعنى، وقد وجهت خطاباً إلى الدكتور طه حسين وكان إذ ذاك وزير المعارف؛ وتحدثت معه في هذا الشأن في مقابلة خاصة. . .

ويبدو أن الدكتور زكي أبو شادي علم هذا، فأرسل إلى بعض خاصته يقول أنه لا يريد العودة إلى مصر، وإن مكانه في نيويورك لا يدانيه أي مكان يمكن أن يصل إليه في القاهرة

غير أننا كنا نعرف سلفاً، أن الدكتور أبو شادي ثائر على الأوضاع في مصر، وأنه ساخط على كل شيء

أما الآن - وقد أثيرت مسألة إعادته من جديد - فنعتقد أنه سيكون غاية في الرضا بالأوبة إلى وطنه بعد أن تحرر، وأخذ يستقبل فجراً جديداً

(في موعد الذكرى)

كان الأسبوع المنقضي، موعد ذكرى لعرابي ولدوفيح وفرويدج. . ومن قبله كان موعد ذكرى السباعي وفيلكس فارس

وقد مرت هذه المناسبات - في الشرق - وغيرها يمر كل يوم، دون أن يذكرها ذاكر، أو تكون موضع اهتمام الدوائر الأدبية وتقديرها

فنحن لا زلنا لا نحتفل إلا بطائفة قليلة من الأسماء التي لمعت في غفلة من الزمن، والتي فرضتها مناورات السياسة، أو مجاملات التملق!

كنا نحتفل بسعد وفؤاد وإسماعيل وهؤلاء وغيرهم، أناس رفعت أسماءهم الصدف، ولا يدخلون في عداد الأبطال حين يفصل تاريخهم على وجه صحيح!

أما الرجال الذين جاهدوا حقا، وحفروا أسماءهم في ضمير الحياة الوطنية أو الفكرية في الشرق، فقد كانوا إلى عهد قريب - قبل وثبة الجيش المباركة - مبعدين عن محيط الحياة، كان لا يستطيع إنسان أن يذكرهم أو يفصل تاريخهم

كان عمر مكرم وجمال الدين والجبرتي، وأحمد عرابي، وحسن البناء، من الأسماء البغيضة إلى الجهات التي تتحكم في كتابة التاريخ، وكانت أوامر في صورة نصائح توجه إلى بعض

<<  <  ج:
ص:  >  >>