قال تعالى:(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
بهذا نرى أن الإسلام يخالف المسيحية من ناحية الحكم، فإن كان للمسيحيين أن يعزلوا الدين عن الحياة، فليس لنا أن نقلدهم في ذلك، ونهمل كل تراثنا الروحي، وجميع مقوماتها الفكرية والاجتماعية
يرى الأستاذ النجار بعد ذلك أن ربط الدولة بدين واحد أمر عجيب لأن في الدولة عديدا من الأفراد ذوي العديد من الديانات
وأحب أن أرد على الأستاذ في ذلك بأن الدولة وإن كان بها العديد من الأفراد، إلا أن الغالية العظمى منهم يدينون بالإسلام، فإذا نص الدستور على أن الإسلام دين الدولة الرسمي، فذلك يعتبر تمشياً مع عقيدة الغالبية العظمى، وهو في الوقت ذاته يمنح جميع أفراده الحرية الشخصية وحرية العقيدة، ولا يجبر أحداً على أن يتخلى عن دينه، أو يترك عقيدته. .
وقد نزل القرآن الكريم داعياً للحب، مبشراً بالتسامح، منفراً من إكراه الناس على اعتناق الإسلام بقوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وليس لأحد من رجال دينه على أحد سلطاناً (لكم دينكم ولي دين)
يرى الأستاذ النجار بعد ذلك أن الدين أسطورة من عهود الطغيان) والواقع التاريخي لجميع الأديان السماوية يناقض ذلك، فلقد قامت المسيحية - مثلاً - لتقاوم طغيان الأباطرة الرومان، ولذلك لاقى داعتها الكثير من ضروب القسوة والاضطهاد على أيدي نيرون، ودقلديانوس وتراجان وغيرهم
فقد أمر نيرون بإحراق روما ليستمتع بمرآها، ولبثت النار تضطرم في المدينة وتأتي على من فيها ستة أيام كاملة، ثم ألقى تبعة إحراقها على عاتق المسيحيين، فأشعلت فيهم النيران بعد أن طليت أجسامهم بالقار، وأقيمت حفلة ألعاب في بستان هذا الطاغية، وكان هؤلاء الضحايا هم المصابيح التي تضيء البستان!
وأراد الإمبراطور دقلديانوس أن يؤلهه المسيحيون في مصر فأبوا الإذعان لإرادته، والخضوع لمشيئته، فتولاهم بالسجن والإحراق، وأمعن في تعذيبهم والتنكيل بهم حتى سمي