ومن سبل الوقاية في بعض الأمراض القتالة التطعيم؛ فهو يولد في الجسم مناعة تامة في الجدري والكلَب، وجزئية ومؤقتة في الخناق (ديفتريا) والتيفؤيد والشهقة وغير مقررة في السل
ومن طرق الوقاية العابرة حقن المصول في الخناق والكزاز، ونقل دم الإنسان الصحيح أو مصل دمه أو غلوبيولينه إلى الأولاد المعرضين في حميات الأطفال القتالة كالشاهوق الخبيث والحميرة السوداء.
ومن سبل الوقاية المؤقتة الابتعاد عن المرضى. ولرب سائل يقول: هل الأفضل إبعاد الأولاد عن إخوانهم المرضى في (مواسم) الحميات أو تركهم على الطبيعة؟ أقول: إن الأفضل تركهم إلا إذا كان الوافد شديد الوطأة. وعدا ذلك لا خوف على حياتهم. فلا فائدة من الإبعاد لأن تلك الأمراض ستعودهم كباراً حيث تكون أشد خطراً كالحميرة الألمانية مثلا؛ فإنه مرض بسيط للغاية في الصغار ولكنه في الحبالي يسبب أحيانا تغيرات عصبية في الجنين تظهر فيه بعدئذ عاهات عقلية. وكذلك مرض أبو كعيب فإنه سهل في الأولاد وكلنه يسبب في البالغين أحيانا العقم والاختلاطات الدماغية والكلوية.
ولا يزال السل من الأمراض القتالة بالرغم من (الستربتومسين) و (الباز) ومركبات (الايزونكتنيكو) كا (ليميفون) و (النيدرازيل) والجراحة. والوقاية منه تكون بحسن التغذية والحياة الصحية والتطعيم. ومن الضروري اكتشافه باكرا لمنع العدوى وسهولة الشفاء. ولذلك كان من الواجب فحص التلاميذ والعمال با (لتيوبركولين) والأشعة والفحص الطبي العادي مرة كل سنة على الأقل في الأحوال الصحية.
(٢) السرطان
وماذا أخبركم عن السرطان؟ فقد زاد عدد ضحاياه في هذا العصر. ومع أننا نجهل سببه فإننا نعلم شيئا عن بعض العوامل التي تهيئ حدوثه أو تحبذه كالتحريش المزمن (مثلا بين اللسان والأضراس النخرة) والالتهابات المزمنة، والقروح القديمة والبثور الطويلة العهد. ويزعم بعض الأطباء أن اختلالا ما في إفرازات الغدد التناسلية يوقظ بعض الخلايا العادية أو الامبريولوجية فيسرطنها.
والوقاية منه تكون بمنع الأسباب المحبذة حدوثه، كمعالجة الأسنان النخرة، والالتهابات