كانت دائماً تفكر في بناتها، ولم يستطيع حملها على التفكير فيه، فشعر الآن بخيبة أمله، لأنه حتى في هذا الوقت لم يستطع الوصول إلى قلبها. ولكنه سكت فلم يجبها وعادت إلى الكلام فقالت:(وأظن كلير تستطيبه أن تأتي شهراً في الخريف. . . مسكينة فرانسين! إنني أرجو لها السعادة).
عاد إليه شعوره بالغيرة من بناته ولكنه كتمه كعادته وسكت، فقالت:(لقد سمعت من بنت عمي دوليس في الأسبوع الماضي - ولم أستطيع إخبارك إلا بعد انتهاء العرس - سمعت أنها تدير الآن نادياً للفتيات في جنوب لوندار)
فخفق قلب جون وقال:(ثم ماذا)
قالت:(وقد اقترحت على أن أنضم إليها فهي في أشد الحاجة للمساعدة. وقالت إنني سأكون منفردة هنا مستوحشة بسبب غيبة البنات وهي ترى أن أقيم معها وآتي إلى هنا يوما في الأسبوع. وأنت تتغيب عن المنزل طول النهار وفي إمكانك قضاء بقية الأسبوع في غيبتي وحدك)
دارت الدنيا أمام عينيه وشعر بالذل. ولكمن عزته المجروحة أبت إظهار ذله فقال:(افعلي ما ترينه)
قالت:(وإذا كنت تريدني فإني مستعدة لأداء واجبي)
فقال:(الواجب لا دخل له هنا)
فقالت:(إننا سنقرر الرأي في هذا الموضوع فيما بعد) فرأى الزوج أن أي قرار خير من الشك وأن عليه أن يواجه الليلة مالا بد من واجهته فيما بعد. وهو يريدها ولكن على غير هذا الشرط فقال:(إنني أرى أن تقرري الرأي الآن).
فالتفتت ونظرت إليه في صمت. ولكنه لم يطق أن ينظر إليها. وارتكن على ظهر الكرسي وكانت أمامه رزمة من الخطابات فأخذ يقلبها بصورة آلية ويقرأ العنوانات فأجابته:(سأذهب إلا إذا كنت في حاجة إلى)
فكان رده المختصر:(لست في حاجة إليك)
فتركت الغرفة في الحال وتركته بين أنقاض أحلامه
وبعد أسبوع كان الزوج جالسا وحده. وكانت الزوجة قد ذهبت في اليوم التالي للعرس إلى