فناهض حريات الشعب، وخان وطنه وعرشه، وقدمه لقمة
سائغة للاحتلال، لينتقم من عرابي الزعيم البطل الناهض.
ولئن تظاهر عباس بعده بالوطنية والصلاح في مستهل حياته،
فقد كانت أطماعه تمتد إلى أموال الشعب وضياعه، فقد أراد
أن يأخذ الآلاف من أفدنه الأوقاف المثمرة الخصبة، نظير
صحراء مقفرة في أرضه الشاسعة لا تجود بشيء!! فوقف
أمامه الأستاذ الإمام وقفة رهيبة، قلمت أظافره، وحطمت
كبرياءه، وأنذرته بالفضيحة الطامة، وابتدأ العداء السافر بين
الرجلين، فأوعز الخديوي بمهاجمة الإمام على صفحات
الجرائد المأجورة، ودفع الأقلام الخائنة إلى ثلمه وانتقاصه،
وكان المنفلوطي من شيعة الإمام وتلاميذه المقربين، فهاجت
ثائرته على الباطل، ونشر في جريدة الصاعقة (٤١١١٨٩٧)
التي كان يصدرها الصحفي الوطني الجريء المرحوم الأستاذ
أحمد فؤاد قصيدة قاسية في هجائه، فأحدثت دويا تردد في
المحافل لما تضمنته من تنديد بعباس وأجداده الظالمين الطغاة!
وحسبك أن تسمع منها هذه الأبيات، وقد قيلت بمناسبة عودة
عباس من الآستانة إلى مصر: