للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المذكور في الشبان اتقاء لأمراض الصدر، وما كان ٥ - ١٠ كيلوات تحت المعدل في من جاوز الخمسين من السن اتقاء لأمراض القلب والأوردة والكليتين، وما كان ضمن المعدل المذكور في من تتراوح أعمارهم بين ٢٥ - ٥٠ من السنين.

٦ - السلوك وطول الحياة

إن الإمراض التي ذكرتها - أي الميكروبية والسرطان والتعب المزمن والشيخوخة وتشوش الغذاء وزيادة أو نقص وزن الجسم ليست خاتمة الأسباب التي تفت من وقوانا وتهدم من عمرنا بل هي ضئيلة إذا قيست بعثراتنا اليومية أي هفواتنا السلوكية التي تدمي كل لحظة نفوسنا هما وغما وحسدا وندما.

لقد قيل (قبل الكسر الكبرياء وقبل الهبوط تشامخ الروح) وقال عنترة:

لا يبلغ الحقد من تعلو به الرتب ... ولا ينال العلى من طبعه الغضب

وقال المتنبي:

والهم يخترم الجسيم نحافة ... ويشيب ناصية الشباب ويهرم

وكل منا يخاطب نفسه قائلا:

(كيف يجب أن اسلك في هذا العالم كلي أتبوأ مقامه مرموقا؟) أو (كيف أتغلب على معضلاتي اليومية كي أنجح اقتصاديا؟) أو (كيف أعدل وأصيب بين نوازع الإقدام وروادع الإحجام؟)

يرد سلوك المرء إلى ثلاثة أشكال رئيسية:

أولها السلوك البديهي وهو ما ربينا على علمه وتعودناه في أعمالنا اليومية والمواقف المألوفة. فهو إذن مرآة أخلاقنا وصورة شخصيتنا، هو حظنا وبختنا نراه في الرجل المهضموم أو الممقوت، في اللطيف أو الفظ، في الغيرى أو الأناني، في المتفائل أو المتشائم، في القدرى أو البحاثة. ولا بأس إذا أعدت مرارا وتكرار بأن مسؤولية الأبوين حيوية في تكوين سلوك أولادهم وخصوصا في السنوات الثلاث الأولى من العمر.

والسلوك التقليدي أو الإيحائي أو سلوك القطيع هو الشكل السلوكي الثاني. تسمع كل دقيق من يقول: (حط رأسك بين الروس ونادي يا قطاع الرءوس) أو (كل الناس تعمل هكذا) أو (اعمل مثل فلان تنجح).

<<  <  ج:
ص:  >  >>