للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعرها وتعيده إلى نظامه أمام المرآة.

. . . لقد بدا له من الغريب أن تكون لشخص تصحبه إلى الملهى خطيبته بطاقة دخول زائدة!

. . . قالت: (وقد خاب ارتقابي مقدمك عند المساء تماماً)، ثم جلست على كرسي كبير بقرب المكتب قبالة صاحبها. واسترسلت قائلة:

(. . . فوعت بغض أخطاء أخرت الرواية عن موعد بدئها، فضاق المتفرجون بذلك ذرعا وعلت أصواتهم وسمع تصفيقهم. . . ألم تر هذه الرواية من قبل؟).

ومع أن الرجل كان ما يزال واقفاً في مكانه، وعلى وجهه سيماء من يستمع إلى كذبة مدبرة حازمة صادرة من شخص كانت له بصحة ما يقول ثقة قوية - منذ قليل من الزمان فقط - مع هذا، فإنها استمرت تتم حديثها وكأنها غير شاعرة بحالته الغريبة التي كان فيها.

قالت: (وكانت الرواية غاية في السخف، مملة، بينة التكلف والتصنع، وكان الممثلون يقومون بأدوارهم وما في نفوسهم شوق إليها، وكان أحسن ما هناك فتاة ممثلة جودت في دور لها متوسط)

وهناك أدار صاحبها عينيه نحوها وقال لها:

- إنه ليس ثمة سبب يدعوني إلى الشك في أمر ذهابك إلى الملهى.

فردت عليه قائلة: (عزيزي، إن شئت أريتك البطاقة) وفتحت حقيبة يدها وأخرجت له البطاقة بدون بحث ولا عناء بل كان في حركتها أثر الاطمئنان. فاخذ الورقة المطوية منها بحركة آلية ثم أردف قائلاً:

- إني لا أدري ما هذا الذي حدث بالضبط ولكني لحظت من زمن يسير أن علاقتنا قد طرأت عليها شائبة من الخداع

- وماذا تعني بالخداع؟

وكانت جالسة على كرسيها. فرفعت مرفقيها علامة السؤال والاستغراب.

فأجابها: (لا أدري تماما ولكن هناك شيئاً مما أقول على أني أطلب منك شيئاً واحداً، ذلك أن لا تضطري الواحد منا إلى الكذب على الآخر. لقد كانت بيننا عاطفة ود قوية، وفي أمثال هذه العواطف التي بيننا لا يستحسن الكذب أبداً. فلا تحدثيني الليلة بشيء، ودعي ذلك إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>