أما دول أوروبا الغربية فقد وجدت نفسها لا تستطيع إن تجهر بهذه الرغبة لأسباب عديدة منها تفوق أمريكا الصناعي الهائل على بريطانيا وفرنسا وخسارة هولندا لجزر الهند الغربية (إندونيسيا)، فمصانع أوروبا الغربية القديمة المنهوكة لعب أطفال بالقياس إلى المؤسسات الصناعية الأمريكية، وجودة الإنتاج الأمريكي وتنوعه ورونقه إعلاناته شيء لم تعرف الصناعات الأوروبية في بلادها له مثيلا. ومقارنة السيارات الأمريكية بالسيارات البريطانية والفرنسية مثل على ما نحاول به شرحه هنا
ولذلك فلم يكن لدى الصناعة الأوروبية ما تستند إليه لتساوي أمريكا على اقتسام الأسواق العالمية - هذا فضلا عن أن الأمريكي تاجر لا يرحم، والمنافسة هي عماد النشاط الاقتصادي في أمريكانموذج راسخ في السلوك الأمريكي رسوخ عادات الأكل والشرب والنوم
ويبدو أن الاحتمال الأخير (وهو توزيع الأسواق العالمية) صادف هوى في نفوس الأمريكان ولكنهم احتاطوا له بشكل دقيق بحيث يوفر لهم حصة الأسد في أية مساومة يقومون بها مع دول أوروبا الغربية
وفعلا شهدت السنوات الأخيرة توسعا اقتصاديا أمريكيا حجم النشاط ولكنه في أغلب الحالات على حساب دول أوربا الغربية وعلى الأخص بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا، وقد ساعد أمريكا على هذا التوسع الاقتصادي كونها مسيطرة على مقدرات ألمانيا واليابان وهما عنصران هامان في ميدان التنافس التجاري الدولي وفي الشرق الأقصى حلت أمريكا محل اليابان وهولندا في سوق إندونيسيا والفلبين ومحل بريطانيا إلى حد ما في أسواق الملايو وأصبحت المشترية الرئيسية للمطاط والقصدير هناك
وفي الشرق الأوسط قصة التوسع الأمريكي في البترول معروفة للجميع، وكان من المقدر لبريطانيا إن تحقق هذا التوسع لنفسها لولا قوة المنافسة الأمريكية والظروف الأخرى التي صاحبت الوضع الاقتصادي في عالم ما بعد الحرب في بريطانيا
وفي أمريكا اللاتينية تلاشى تدريجا نفوذ بريطانيا التجاري هناك بعد إن تلاشى قبله نفوذ ألمانيا وأصبحت هذه القارة منطقة نفوذ تجاري وسياسي للولايات المتحدة الأمريكية
وفي شمال إفريقيا العربية توطد للأمريكان نفوذ اقتصادي طويل عريض بلغ من الأهمية