وأقول الصواب أن تكتب بصيغة ثالثة مخالفة للصيغتين المذكورتين - هي (ضبة) بضاد فباء فهاء، قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ج ٥ ص ٤٢٤ الطبعة المصرية: ضبة بلفظ واحد الضباب أما الحيوان وإما الضباب - اسم أرض وقيل قرية بتهامة على ساحل البحر مما يلي الشام وبحذائها قرية يقال لها (بدا) وهي قرية يعقوب النبي عليه السلام بها نهر جار بينهما سبعون ميلا ومنها سار يعقوب إلى أبنه يوسف عليه السلام بمصر - انتهى كلام الحموي، وضبة القرية هي المقصود وكل الأوصاف التي ذكرها الحموي تنطبق عليها فهي - ١ - قرية بتهامة على ساحل البحر مما يلي الشام - ٢ - و (بدا) بفتح الباء والدال المخففة (وقد ضبطت في تاريخ الإسلام السياسي الدكتور حسن إبراهيم حسن ص٣٣ ج ١ بتشديد الدال خطأ) لا تزال معروفة باسمها هذا بقرب ضبة وبقربها أيضا (شغب) قرية المحدث المعروف محمد أبن مسلم أبن شهاب الزهري - أول من دون الحديث النبوي - وفيهما يقول كثير الشاعر:
وأنت التي حببت (شغبا) إلى (بدا) ... إلي وأوطان بلاد سواهما
حللت بهذا حلة بعد حلة ... بهذا فطاب الواديان كلاهما
وفي الواديين مياه كثيرة وزروع. وقد كنت أثناء إقامتي في (ضبة) أسمع أهلها ينطقونها بالظاء لا بالضاد ويقولون أن اسمها القديم وأدى الظباء فكتبت في مجلة (المنهل) أصوب كتابة الاسم بالظاء بدل الضاد وكتبتها في كلمتي عن معجم البكري بها - ولكنني بعد أن اطلعت على كلام الحموي ظهر لي خطآن اثنان - بل ثلاثة - أحدها ما ذهبت إليه من كتابتها بالظاء وثانيها: كتابتها بالألف بدل الهاء، وثالثها: ضبط ياقوت لها بالتشديد كما يفهم من كلامه - والصواب في رأيي التخفيف مع ضم الضاد (ضبة) وكذا ينطقها أهل نجد إلا أنهم يسكنون الحرف الأول كعادتهم في كثير من أوائل حروف الأسماء
٢ - وحاول الكاتب أن يخطئ استعمال كلمة (جبة) اسم المنهل المذكور - لعلتين أبداهما - ١ - سماعه من قبيلة الشرارات كلمة (الجوبة) - ٢ - حكمه بعدم جواز أن تكون مؤنث (الجب). وفات حضرة المصحح المخطئ أن قبيلة الشرارات لا تسكن تلك الناحية وأنها تقصد بكلمة الجوبة - هي وغيرها من قبائل العرب - الأرض المنخفضة الواسعة أيا كانت، وفاته أيضا - الرجوع إلى معاجم اللغة والأمكنة - ولو رجع إليها لوجد اسم (جبة)