للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يطلق على هذا المنهل وعلى عدة مواضع في العراق وفي الشام وغيرهما (أنظر هذه المادة في القاموس المحيط وهو من أسهل القواميس تناولا أتكثرها تداولا - مثلا) وإما الحكم بعدم جواز تأنيث (الجب) فأمر خارج عن موضوعنا - وهو - في حد ذاته - لم يصادف المحل ولم يستوف الشروط فصار باطلا - كما يقول السادة الفقهاء. وبعد فالرسالة الزاهرة يد بيضاء لما تنشره من كتابات لا تخلو من فائدة ولحضرات القراء تحية طيبة

حمد الجاسر

حول البوصيري

مجلة (الرسالة) هي مجلة العرب جمعاء - يجد كل باحث ومحقق عالم وأديب ميدانا واسعا لنشر ما يمتع ويفيد القراء وإذن فليأذن لنا الأستاذ الكبير الزيات بأن نعلق على ما جاء في العدد ١٠٠٧ منها حول البوصيري بهذه الكلمة المجملة التي لا نريد بها إلا بيان الحق المجرد من كل غرض

قال القاضي الفاضل السيد علي الطنطاوي كلمة الحق حينما قال أن شرك المشركين الأولين أقل من شرك بعض المسلمين المتأخرين - لأن أولئك يدعون الله في الشدة - وهؤلاء يدعون غيره فيها؛ والدعاء من أنواع العبادة التي خلق الله الخلق ليصرفوها خاصة له (وما خلقت الجن والأنس آلا ليعبدون). ولكن الحق لا يرضي كل أحد فالأستاذ عبد السلام النجار يرى أن قول البوصيري

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العم

جائز ولا يتناقض مع شيء من أمور الدين بدليل حديث الشفاعة - وللأستاذ المحترم أن يعتقد ما شاء ولكن ليس له أن يرمي طائفة من المسلمين بما هم منه براء! فهو يقول (إن الطنطاوي تابع في تكفير البوصيري محمد بن عبد الوهاب أمام حنابلة نجد) فالأمام المجدد ابن عبد الوهاب - رحمه الله - وحنابلة آهل نجد بل كل المسلمين - لا يكفرون إلا من اتصف بالكفر - ولم يثبت عن واحد منهم تكفير البوصيري. وغاية ما يقولون ويعتقدون هو:

(١) أن البوصيري دعا الرسول والرسول ميت، ودعاء الأموات شرك (ولا تدع من دون

<<  <  ج:
ص:  >  >>