للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المطلوب، لأنه كان كالنهر البطيء الجريان في وسط صخور ناتئة كبيرة. لقد تكلمنا كثيرا عن حمية شلر غير المجزأة في التثقيف الذاتي وفي التقدم الذي أنجزه بالرغم من الصعوبات التي تخطاها. يتجلى لنا ذلك بكل وضوح إذا نحن قارنا بين مؤلفاته المبكرة والمتأخرة. وبهذه الواسطة سنقدم لقرائنا الذين لم يتعرفوا على شيلر فكرة واضحة عن شخصيته الشعرية، لأن الوصف وحده غير مجد في ذلك. دعنا نأخذ (اللصوص) لأنها أول إنتاجه، هذا الإنتاج الذي يدعوه شيلر (بالعملاق الذي ولد في التزاوج غير الطبيعي بين العبقرية والعبودية)؛ ولا شك في أن النار المتأججة في هذه القطعة حتى في الفقرات المنفصلة. وللمنظر الآتي معجبون حتى في ترجمتنا الإنجليزية العادية المائعة وهي المنظر الثاني في الفصل الثالث.

(اللصوص)

منظر ريف على الدانوب

اللصوص مجتمعون في المرتفع تحت الأشجار الوارفة؛ الخيل ترعى في سفح التل.

مور: لا اقدر على السير اكثر (يرمي بنفسه على الأرض). إن أطرافي تؤلمني وكأنها سحقت سحقاً. إن لساني لافح من العطش (يتسلل شفارز خلسة). ارجوا أن تجلبوا لي قليلاً من الماء من الساقية؛ ولكنكم متعبون حتى الموت.

شفارز: وكذلك الخمر موجودة في الأدنان.

مور: انظر ما أجمل موسم القطاف! إن الأشجار تتكسر تحت أثقالها التي تنوء بها. والأمل في الكروم كبير.

كرم: إن السنة سنة خير.

مور: أتظن ذلك؟ وإذن فمتاعب الإنسان في هذا الموسم ستجازى. ومع ذلك فقد تدهمنا عاصفة برد فتدمر كل شيء.

شفارز: هذا محتمل تماما. قد يدمر كل ذلك قبل الحصاد بساعتين.

مور: وهكذا أقول أنا. سيتدمر كل شيء. لماذا الإنسان. فيما يتعلمه من النملة، بينما هو يفشل فيما يجعله بالآلهة. أهذا الهدف الحق من مصيره؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>