للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التنشئة الصالحة فوق تربتها، فهو من الخيال الرائع المحكم، إذ ليست المدارس في مصر مهيئة ولا مستعدة لتحقيق هذا الخيال الرائع المحكم، فهل في مدارس مصر حدائق غناء يستجم الطلاب بين أشجارها؟ وهل في مدارس مصر من المسليات الكافية لجذب التلاميذ إليها؟ يستطيع الوزير الهمام أن يجيب عن هذين السؤالين بسهولة، ولا سيما وأنه قد زار مدارس الأقاليم التي هي اقرب إلى الأكواخ والقبور.

أما الفسحة الكبيرة التي أطالت حياة اليوم الدراسي، فإن الطلبة يقتطعون منها خمس دقائق فحسب، يتناولون خلالها (السندوتش) من الباعة المتجولين، أما الباقي مناه، فإن البعض منهم يجري خلالها في الفناء، والبعض الآخر يفترش الأرض ليمرق بعينه الجدران والأبواب!

لنعمد إلى خلق المدرسة المصرية خلقا آخر، ولنقلب أوضاعها من جديد، ولنهيئها حتى تصبح مستعدة لاستقبال الطالب يوما كاملا، وليكن بعد ذلك الإكرام والتقدير لهذا الاتجاه - أما أنحتم على الطالب أن يظل من مطلع الشمس إلى مغربها بين جدران أربعة، فلن يكون إلا من قبيل العناد، والعناد - كما يقول الرسول عليه السلام - كاد أن يكون كفراً ,.

نفيسة الشيخ

إلى الأستاذ علي الطنطاوي

يا سيدي لي بنات طالبات أجهدت نفسي في سد ما بينهن وبين الفساد فلم اتركهن للمجتمع المنحل، والملهى الرخيص، والكتاب الداعر.

ولكن فساد المجتمع ما لبث أن نفذ إلى (برضا) من جهاز الراد ومن رفيقه المدرسة، ومن مثيرات الطريق.

. . وبدأت أنكر أن بناتي ومن أوضاعهن ما ينكر الرجل الغيور من بنات العصر وأوضاعهن وإن لم يصل الأمر إلى هذا الحد الكريه.

وحاولت أن أقوم ما اعوج واصلح ما فسد بالمنطق الواضح والحجة البينة فكان رأيهن مع رأيي ولكن بقيت عواطفهن منفصلة عن هذا الرأي متصلة بالفساد المستشري إلى أن شاء الله لي الرحمة ولهن الستر فاتصل ما بينهن وبين رسالة (الزيات) جزاه الله عنا كل خير.

<<  <  ج:
ص:  >  >>