(عبد الله)! فزادوا عشرا وضربوا، ثم زادوا عشرا وعشرا حتى بلغت مائة، فضربوا فخرج القدح على الإبل، فقالت قريش ومن حضر: قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فزعموا أن عبد المطلب: قال لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات! فضربوا ثلاث مرات توثيقا للأمر، كل ذلك يخرج القدح على الإبل المائة. فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا يمنع.
فهاتان الحادثتان تدلان على مقدار خضوع سادة العرب وأشرافها لحكم الأزلام، ومبلغ اضطرارهم وتقديسهم لأحكامها.
تقديس الأزلام
وبلغ من تقديسهم للأزلام أنهم جعلوا في البيت الحرام صورة لإبراهيم عليه السلام، وفي يده الأزلام التي يستقسم بها.
وفي حديث فتح مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت فرأى إبراهيم وإسماعيل بأيدهما الأزلام.
قال ابن هشام:(وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم الفتح فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم، فرأى إبراهيم عليه السلام مصورا في يده الأزلام يستقسم بها، فقال: قاتلهم الله، جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام؟ ما شأن إبراهيم والأزلام؟! ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا، ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. ثم أمر بتلك الصور كلها فطمست).
وفي مسند أحمد برقن ٣٠٩٣ عن ابن عباس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل. عليهما السلام، في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله! أما والله علموا ما اقتسما بها قط).
الأزلام في التاريخ الديني القديم
نص القرآن الكريم على حادثين اثنين كان للأزلام فيهما نصيب، ولكنها لم تكن على ما كانت عليه عند العرب من التقديس الوثني، بل كانت بمثابة القرعة التي سيأتي الكلام