للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عليها:

الحادث الأول أشار إليه الكتاب الكريم في قوله تعالى: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) آل العمران ٤٤

والحادث الثاني أشار إليه قصة يونس: (فساهم فكان من المدحضين). الصافات ١٤١

١ - أما الأول فهو ما كان من أمر زكريا عليه السلام. روى أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد فوضعتها عند الأحبار أبناء هارون - وهم في بيت المقدس كالحجة في الكعبة - فقالت لهم: دونكم هذه النذيرة! فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم، وكانت بنوا ماثان رءوس بني إسرائيل وملوكهم، فقال لهم زكريا: أنا أحق بها، عندي خالتها. قالوا: لا حتى نقترع عليها. فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر الأردن فألقوا فيه (أقلامهم)، فأرتفع قلم زكريا ورسبت أقلامهم فتكلفها.

واختلف المفسرون في هذه الأقلام فقال بعضهم: هي أقلام الكتابة كانوا يكتبون بها التوراة، فاختاروها للقرعة تبركا بها وقال بعضهم: الأقلام هنا الأزلام، وهي القداح.

وقال أبو مسلم: كانت الأمم يكتبون أسمائهم على سهام عند المنازعة، فمن خرج له السهم سلم له الأمر. وهو شبيه بأمر القداح التي يتقاسم بها الجزور.

وقال ابن قتيبة: وكانوا تشاحوا في كفالتها، فضربوا بالقداح، وهي الأقلام، فخرج قدح زكريا فكفلها.

٢ - وأما الثاني فما كان من أمر السفينة التي ركب فيها يونس عليه السلام فرارا من قومه، حين ذهب مغاضبا، فلما أبعدت السفينة في البحر ويونس فيها ركدت، فقال أهلها: إن فيها لمن يحبس الله السفينة بسببه فلنقترع. فأخذوا لكل منهم سهما على أن من طفا سهمه فهو، ومن غرق سهمه فليس إياه. فطفا سهم يونس، ففعلوا ذلك ثلاثا تقع القرعة عليه، فأجمعوا على أن يطرحوه، فألقى بنفسه فلتقمه الحوت.

وقصة يونس هذه - وتسمية كتب العهد القديم يونان - مذكورة بتفصيل في سفر (يونان) جاء في الإصحاح الأول:

(فقام يونان ليهرب إلى (ترشيش) من وجه الرب، فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش، فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب. فأرسل الرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>