حصلت على العدد الأخير من هذه المجلة، وهو الصادر في ١٩٥١ فوجدته يحوي الموضوعات والخطب والكلمات التي ألقيت في المجمع عن سنة ١٩٤٦ ومعنى هذا أن دراسات وموضوعات متعددة عن أكثر من خمس سنوات لا تزال بعيدة عن النور، ولن يستفيد منها أحد إلا بعد سنوات وسنوات إذا ظلت الحال على هذا المنوال. وقد علمت أن السبب الذي يعوق هذه المجلة عن الصدور هو عجز مطبعة بولاق عن طبعها وطبع أعمال المجمع على الجملة لانشغالها بطبع الكتب المدرسية والأوراق الرسمية ومحاضر البرلمان. فعسى أن تعمل وزارة المعارف على أن يكون للمجمع اللغوي مطبعة خاصة تطبع معاجمه ومحاضره ومجلته.
الموسوعة العربية
من أنباء هذا الأسبوع أن اللجنة الثقافية للجامعة العربية المكونة من الأساتذة شفيق غربال وأحمد أمين وبديع شريف وخير الدين الزركلي قد اجتمعت وقررت وضع موسوعة عربية تتضمن أسماء العلماء العرب في الآداب والعلوم والاجتماع والرياضة.
ونحن في الواقع في أشد الحاجة إلى (الموسوعات) في هذا العهد الذي يسرت فيه الدول الغربية وسائل التثقيف والمراجعة، فأعدت أنواعا مختلفة من الموسوعات، بحيث لا يحتاج الباحث أو الكاتب أو القارئ إلى طويل وقت ليتمكن من الكشف عن لفظ أو بلد أو معرفة علم من الأعلام.
وقصة الموسوعة العربية في مصر قديمة جدا، وقد كان أول من أعدها في العصر الجديد الأستاذ فريد وجدي وقد مضى على ذلك ربع قرن. . . أصبحت (دائرة معارف القرن العشرين) بعدها غير صالحة لعصرنا الذي تتغير المعلومات والآراء والأبحاث العلمية والأدبية فيه وتتحول من عام إلى عام!
. . أما دائرة المعارف الإسلامية فقد حال ضعف الموارد المادية دون إتمامها مع الأسف الشديد.
وتمكن الأستاذ (أحمد عطية الله) بجهده الفردي أن يخرج دائرة المعارف الحديثة لتكون في متناول القارئ السريع، أو الباحث المتعجل. وقد علمت أنه يعد موسوعة أخرى من نفس النوع تمكن لمن يريد الإلمام بموضوع ما أن يحصل على رغبته على نطاق واسع.