وإذا كان من الواجب أن تشجع الدولة هذه الجهود الفردية وتوليها عنايتها، فإن الجيل الجديد يطلب مراجع أوفى وأكثر عناية وتنوع.
وقد حدثني الأستاذ عطية الله أنه يعد موسوعة تاريخية عن عظماء مصر من (مينا) إلى اليوم، وأنه قد اشتغل بإعدادها منذ أكثر من عشرين عاما ولم يتمها بعد.
وإلى جوار هذا نحن في حاجة إلى موسوعات أخرى من أعلام العالم. . وفي حاجة إلى موسوعات عن البلاد والمدن والمواقع الحربية والانقلابات والثورات والأحداث.
وإننا وإن كنا نشك في أن الجهود الرسمية تستطيع أن تحقق ما نرجو، فإننا نرجو أن يتاح لجهود اللجنة الثقافية بالجامعة العربية النجاح المأمول.
بين الأدب والسينما
كان الدكتور محمد حسين هيكل من بين الكتاب المجددين في خلال النهضة الأدبية الأولى التي أنشأتها مجلة السياسة ١٩٢٣ بالاشتراك مع طه حسين والمازني وغيرهما.
ولا ينكر المؤرخ أنه وضع أول قصة مطولة في الأدب العربي الحديث وهي قصة (زينب) التي عدها المستشرقون محاولة طيبة وبداية موفقة لهذا الفن الجديد في مصر.
ثم تعددت الألوان القصصية واتسع نطاقها وكتب المازني (إبراهيم الكاتب) و (إبراهيم الثاني) وترجم الزيات (رفائيل)(وآلام فرتر).
ثم ظهر اللون الإسلامي في (على هامش السيرة) لطه حسين والحوار في (أهل الكهف) لتوفيق الحكيم.
وبين الفترة التي كتبت فيها زينب ١٩١٧ و١٩٥٢ مراحل تطورت فيها القصة من لون إلى لون. ونشأت القصة المسرحية والسينمائية وغيرها.
وتطور الدكتور هيكل نفسه فأنتقل من النقد الأدبي إلى (التاريخ) فكتب حياة محمد والصديق والفاروق وفي منزل الوحي وغيرها. . ثم انتقل مرة أخرى إلى الحياة السياسية الخالصة.
وظل الأمر كذلك حتى فوجئ الناس بقصة (زينب) نعرض على الستار الفضي هذه الأيام. وظن الكثيرون وكنت منهم، أن الدكتور هيكل قد تناول قصته عندما طلبت للسينما فأعدها إعدادا جديدا، وواءم بينها وبين تطور الأدب والفن والقصة والزمن، وجعلها قريبة إلى