وعندما تناول أثر النزعات الأدبية الغربية في الاتجاهات الحديثة في الأدب العربي السوري قال (لا نكران أن سوريا بعد أن ظلت في غيبوبة تحت حكم العثمانيين قد استيقظت على ماضيها وهو ماض ملئ بالأمجاد، وهي حريصة على ذلك التراث الضخم، وراغبة أن تظل وثيقة الاتصال به وأن تستلهمه في كثير من منازعها).
ثم أضاف قوله (وإن ذلك لم يمنعها من أن تلتفت إلى الغرب وأن تأخذ عنه وأن تسير مسرعة الخطى في ركابه).
وقال الأستاذ الكيالي (إن سوريا مأخوذة بحضارة القرن العشرين، الحضارة التي ابتدعتها أوربا وصقلتها أمريكا، وهي تعيش في ظل ما ابتدعته، تقرأ أدب الغرب وعلمه وفلسفته، وتقتبس منه، وتتهذب بشتى مذاهبه، ولكن الحضارة الغربية التي كانت تنزل منزلة القداسة من نفس السوري قد تزلزل إيمانه بها أو كاد، وأخذ يفك بقيمتها الروحية بعد ما شاهده من هدر الكثير من المبادئ والمثل العليا.
وأضاف قوله (أن الأدباء السوريين يجارون مفكري الغرب في مناهجهم، ويقبسون من عملمهم، وفنهم، ولكنهم يحذرون كل الحذر من أن ينصهروا في البوتقه الغربية، وهم إذ يعالجون القضايا، يعالجونها بروح إيجابية حذرة مشدودة إلى الماضي الذي أبدع الحضارة العربية.
(وهم من تطلعهم إلى المستقبل لا يقطعون صلتهم بالماضي، بل لهم من الماضي هذا الحافز القوي، ممثلا في صور أولئك المغامرين الذين فتحوا الدنيا القديمة).
وأشار الأستاذ الكيالي إلى ظاهرة واضحة في الحركة الفكرية في سوريا وهي أنه لم تبدأ بعد المرحلة التي يستطيع فيها الأدب السوري أن يعطى كما يأخذ، وأن إنتاج سوريا الأدبي لم يصدر بعد إلى الخارج ولم يترجم إلى لغة أجنبية؛ ذلك لأنه - في رأي الأستاذ الكيالي - لا يزال ضعيفا.
وختم حديثه بقوله. . . (إن الأدب السوري اليوم ينفض عن نفسه غبار السنين ويسير سيرا وئيدا، ولا عليه أن يتعجل الزمن، ولكن المهم أن يتسم بطابع الخلود. . . ولن يطول الزمن قبل أن يعطي أعظم الثمرات).