هذا كتاب جمع بين الدراسة والقصة في طريقته. يتبع فيه الأستاذ عبد الحميد السحار حياة المسيح مرحلة مرحلة؛ يصف لك بخياله الموفق بيئة المسيح عليه السلام وكيف نشأ؛ ثم يتتبعه رسولاً لبني إسرائيل ويصف أسلوبه في تبليغ رسالته وصلة حواريه به، وخلاصة هذه الرسالة، ثم يريك كيف كانت خاتمته، كل ذلك في أسلوب مشرق رصين، وقصص ممتع. وقد جعل المؤلف ما جاء عن المسيح في القرآن محور دراسته، فهو يبدأ أكثر الفصول في كتابه بآية من كتاب الله مناسبة لما يدور حوله ذلك الفصل، ويرد أكثر ما عرف من حياة المسيح إلى ما تتضمنه هذه الآيات البينات في كياسة ودقة نظر، مما يجعل كتابه هذا جامعاً بين المتعة والثقافة ومستوجباً الثناء الحق.
شمس الخريف - بعد الغروب
للأستاذ محمد عبد الحليم عبد الله
هاتان قصتان للأستاذ عبد الحليم عبد الله؛ وقد أصبح للأستاذ عبد الحليم مكان مرموق في مجال القصة المصرية الناشئة، يبشر فيما نأمل بمستقبل مجيد. ومن حق قصتيه هاتين أن نعرضهما في مجال النقد، بعد هذا التعريف الذي نبدأ به.
تدور القصة الأولى حول مسألة هي: ماذا تأخذ منا الحياة وماذا تعطي؟ وهي قصة شاب سرقته أمه وهو صغير من بيت أبيه بعد أن تزوجت برجل آخر في الإسكندرية. وهاجر الشاب إلى القاهرة تاركاً صبية له كانت فتاة ريفية خادما هي كل من يحنو عليه من الناس ولقى في القاهرة ألواناً من العذاب والحرمان، ومازال يخرج من شقاء ليدخل في غيره، وقد انقطعت الصلة بينه وبين أمه، وبينه وبين حبيبته زمناً. وماتت أمه وتزوجت حبيبته، وتزوج هو من سيدة قبلها على خطيئة لها فعاشت معه مكفرة عن خطيئتها ثم ماتت بداء الصدر، وقد أنجبت له ولداً، عاش أبوه حتى رآه طبيبا للأمراض الصدرية، وسعد الأب بابنه وأبتسم له الدهر بعد عبوس طويل.
أما القصة الثانية فهي قصة الفقير الوهوب يشق طريقه في الحياة. وأبن فلاح يتخرج في