للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

اللسان فإن أمامنا دولاً فيها أكثر من لسان كسويسرة، ودولاً لها لسان واحد كإنكلترا وأمريكا، ولا على الدين (من حيث هو صلة بين العبد وربه) فقد تتعدد الأديان في الدولة، وتتعدد الدول في الدين، بل على ما سماه (الإرادة المشتركة) فكل كتلة جمع بين أفرادها تاريخ واحد وأمل واحد، وكانت موجات تاريخها ومطامحها في مستقبلها، متشابهة في نفوس أفرادها، كانت هذه الكتلة أمة وحق لها أن تنشئ دولة. وشرح هذا المتن الموجز معروف مشهور.

فلنبحث عن هذه الإرادة المشتركة في الكتلة العربية وفي الكتلة الإسلامية؟ هل للعرب إرادة مشتركة؟ هل تتحد موجات الماضي ومطامح المستقبل في نفوس العرب جميعاً؟ إذا قرأت أنا وعربي حبل لبنان الماروني تاريخ الغزوات الصليبية. . فهل يكون أثر هذا التاريخ في نفسي مثل أثره في نفسه؟ هل يطمح مثلي إلى الوحدة، ويشاركني في المثل الأعلى أتمثل المستقبل عليه؟

من الوجهة الواقعية

بل تعالوا ننظر إلى الواقع، هل استطاعت جامعة الدول العربية بعد هذه السنين الطويلة والمحاولات الكثيرة، أن تجد لها هذه (الإرادة المشتركة)؟ ألم تبد هذه الإرادة في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في كراتشي بصورة أوضح وأظهر على رغم أنه مؤتمر وليس جامعة دول، وأنه جديد مرتجل تعد له العدة ولم يبذل في سبيله جهد؟

من وجهة المصلحة

وقد مضى عهد القوميات وأصبح تاريخنا يدرس في المدارس، وأنقسم العالم اليوم إلى قسمين كبيرين مختلفين: قسم في شرق الأرض وقسم في غربها. وما اختلفا في الحقيقة على عقيدة ولا مبدأ! ما اختلفا إلا علينا نحن الأمم الضعيفة. وما استعدا إلا للحرب في سبيلنا أيهما يفوز غنيمة باردة أو سخنة بنا. فهل من المصلحة أن نبقى متفرقين منقسمين أو أن نتحد ونتقارب ونقيم من أنفسنا قسما ثالثاً محايداً، لا يقاتل على غنيمة ولا يدع أحدا يجعل منه غنيمة؟

وإذا ثبت أن المصلحة في الاتحاد (وذلك ثابت قطعا) فهل نؤلف كتلة من سبعين مليونا

<<  <  ج:
ص:  >  >>