للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدينية القوية في النفوس.

٥ - يجب أن نعنى بالطفولة عناية كبيرة ممتازة، وأن نعمل بكل الوسائل على تعليم الأمهات مبادئ التربية والتمريض وشيئا من الثقافة العامة.

٦ - يجب أن ننبه الناس إلى أن يلغوا الألقاب والفوارق في قلوبهم ونفوسهم بعد أن ألغتها الدولة في الرسميات والبروتوكول، وأن نلقنهم إن الناس أمام القانون سواء وانه لا فضل لواحد منهم على أخيه إلا بالعمل الصالح لخدمة الوطن.

تعليمنا العام على ضوء فلسفة العهد الجديد واتجاهاته

وألقى الأستاذ إسماعيل القباني وزير المعارف بنفس يوم الجمعة السابق محاضرة في هذا الموضوع وهي إحدى حلقات هذه السلسلة التي نظمتها الجامعة الأمريكية، استغرقت ساعة ونصف ساعة كذلك، ويمكن أن نلخصها فيما يأتي: -

تحدث الأستاذ المحاضر في أهداف العهد الحاضر، وبين أن جماع هذه الأهداف هو الديمقراطية، وتساءل عن معنى الديمقراطية، وذكر أنها تنصرف أول ما تنصرف إلى المساواة وإلى الحرية، وأستطرد فقال: -

ولكن ما هي الحرية وقد أسيء فهمها كثيراً؟ هل معناها إن الناس جميعاً يكونون رؤساء لا مرؤوسين؟ أو يصيرون قادة لا مقودين؟ إننا لو أخذنا بهذا المعنى لكانت الفوضى الشاملة: لأن كل عمل لابد لنجاحه من القيادة الرشيدة والرياسة الحكيمة التي توفق بين حريات الجميع لتخرج بأعظم نتيجة. والفارق بين النظام الاستبدادي والنظام الديمقراطي أن الجماعة الديمقراطية تعمل لتحقيق أغراض مشتركة بين أفرادها جميعاً وتعمل عن اقتناع بما تعمل، لا عن خوف ولا عن ضعف، ولكن عن إيمان بالهدف الذي تسعى لتحقيقه.

فإذا فهمنا إن أساس وجود الديمقراطية هو وجود أغراض مشتركة تسعى الجماعة لتحقيقها، كان لابد من وجود ميول ودوافع مشتركة بين الأمة جميعها، ولابد أن تتفاعل هذه الميول بين أفراد الأمة، وأن تأخذ وتعطي بعضها من بعض. . . فكيف نستطيع إيجاد هذه الميول والدوافع المشتركة التي تتحقق بها الحياة الديمقراطية الصحيحة؟ لن نستطيع ذلك إلا بأن نتيح قدراً مشتركاً من التعليم لكل أفراد الأمة حتى تصير الأمة وحدة مشتركة، قدراً يمكنهم من فهم بلادهم، وفهم القيم والنظم التي تعيش في ظلها بلادهم، وفهم الأغراض التي تعمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>