موضوع الحديث فقلت: أما أنا فأرى في ليلة عيد الميلاد نفس ما رآه واعتقده شكسبير. . أتذكرون ما قاله في هذا الصدد؟
(ليلة لا تجرؤ الأرواح فيها أن تعصف في الفضاء. الجن مكتوف اليدين، والساحرة لا ينفع لها سحر، والليل ساج لا يغشاه أنين ولا شكوى)
فقال الليدي تيلوك في لهجة ملؤها الجد والإصرار: أما نحن فنعتقد إن شكسبير قد خانه الصواب فيما ذهب إليه. هل لك يا عزيزي إدوار أن تقص علينا ذلك الحادث الذي وقع لك في قصر تيلوك؟
فهتفت قائلا: يسعدني جدا أن أستمع إلى هذه المغامرة حسنا - قال اللورد تيلوك - منذ خمسة أعوام كاملات أي في ليلة عيد الميلاد سنة ١٩٢٠ أحسست بصداع خفيف. ولما كان الجو جميلا يغشى برودته جفاف فقد رغبت في المسير قليلا في الهواء الطلق. كان الليل قد أنتصف أو كاد عندما غادرت منزلي ومشيت بضع خطوات حتى إذا ما جاوزت سور المتنزه سلكت الدرب الصغير الذي يحف به من على الجانبين سياج من الحسك الطويل، وكان يضيئه في تلك الليلة بدر مكتمل وسماء وشتها النجوم. كنت قد قطعت في سيري مسافة تبلغ نصف ميل عندما لمحت على بعد فوق الصقيع الأبيض آثاراً قاتمة عبر الدرب. اقتربت من هذه الآثار فرأيت لفرط دهشتي إنها خيط دماء. طفقت أبحث عن مصدر هذا السيل الرفيع فوجدت أن السياج الحسكي ينحرف في هذا الموضع فينشئ مع الدرب زاوية. . وأن جسداً مستلقيا دون حراك قد قبع في ركن الزاوية
اقتربت من المكان وحدقت النظر فيه فإذا بي أمام جثة فعدت أدراجي راكضا إلى الدار وناديت خدمي. أرسلت بعضهم لإخطار السلطات وأمرت الآخرين أن يحملوا مشاعلهم ويتبعوني. سلكنا نفس الدرب الذي أتيت منه ومشينا مدة طويلة بل خيل إلى إنها طويلة جدا. ولكننا لم نر شيئاً وانبريت أبحث عن الأثر الدامي دون جدوى. وأخيراً وبعد ما قطعنا ميلين على الأقل قلت لمن حولي: هذا لعمري مستحيل، فلم أبتعد بهذا القدر ولا بد أننا تخطينا المكان فلنعد.
ذرعنا الدرب مرة ثانية وقلت لمن معي إنه ليس من العسير عليهم أن يهتدوا إلى المكان. فهو في البقعة التي ينحرف فيها السياج وينشئ مع الدرب زاوية. غير أن أحداً من الخدم