للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أوصي بغير الجمهورية.

ونهض على أثره الأستاذ إحسان عبد القدوس فتكلم في بساطة وسهولة قائلا:

تحكم مصر من عهد الفراعنة حكما ملكيا، فتأكد معنى هذا الحكم في النفوس، واصبح من الصعب إيجاد الخيال السياسي للتحرر من هذا المعنى. ومنذ عهد الفراعنة لم تحكم مصر بمصري ومع ذلك فإن البعض يريد أن يفوت علينا هذه الفرصة الذهبية ويعيد إقامة ملوك يبدءون صالحين ثم ينتهون فاسدين! وحجة هذا البعض أن الملكية نظام استقرار؟ فأي استقرار هذا؟ إنه الجمود والتحجر والوقوف عند مصلحة الملك. إنه استقرار للعرش وللملك لا للشعب ولا لأبناء العشب. . إن النظام الملكي هو سبب خلق نظام الطغيان فالملك يريد أن يكون إلى جانبه طبقة مثله يؤيد بها عرشه وينفذ بها رغباته ولن توجد هذه الطبقة إلا على أشلاء الطبقات الفقيرة البائسة. . . إنهم يسألون من يكون رئيساً للجمهورية؟ كأن مصر قد عقمت عن أن يكون بها رجل يحل محل الطفل أحمد فؤاد! قد عملت استفتاء في موضوع مناظرتنا الليلة ولا أذيع سراً إذا قلت إن الإجماع يكاد يكون منعقدا على تحبيذ الجمهورية فأنا لا أشير إلا بها.

جامعة الأمم العربية على ضوء فلسفة العهد الجديد واتجاهاته

في السادسة من مساء الجمعة السابق اجتمع بقاعة يورت عدد من الناس لسماع محاضرة الدكتور محمد صلاح الدين وزير الخارجية الأسبق في هذا الموضوع، وقد استغرق إلقاؤها ساعتين إلا قليلا كان المحاضر أثناءها يفيض بالحديث المدعم بالأرقام والإحصاءات والتواريخ. كأنه يقرأ من كتاب مفتوح من أن إلقاءه كان محض ارتجل! ويمكن أن نلخص هذه المحاضرة القيمة فيما يأتي:

لعل التعبير بجامعة (الأمم) العربية أولى من التعبير بجامعة (الدول)، وأنتم تذكرون عصبة (الأمم) قديما وهيئة (الأمم) المتحدة حديثا، وكلها هيئات قامت للدفاع عن الأمم وتنظيم العلاقات بين الشعوب. أما جامعة (الدول) العربية فهي الهيئة التي أنشئت في الشرق الأوسط من الدول السبع (مصر وسوريا ولبنان واليمن والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية) للدفاع عن البلاد العربية جمعاء المشتركة منها في الجامعة وغير المشتركة. وتم عقد ميثاقها - كما تعلمون - في الإسكندرية سنة ١٩٤٥ بين تلك الأمم التي تربط بينها

<<  <  ج:
ص:  >  >>