أن حكامهم لا حول لهم ولا قوة، وأنهم بشر كسائر البشر.
ويحدثنا طاغور عن فلسفة الحب. إنها في نظره جاذبية طبيعية بين الرجل والمرأة، لا يمكن أن يعرف سرها، أو يعلل أمرها. لا يمكن إرجاع الحب إلى سبب معين، فالصلة بين الرجل والمرأة، واتصال أحدهما بصاحبه، يرجع إلى الحظ. وإذا كانت نالديني قد اختارت الزنابق الحمر دون غيرها من الألوان، ودن غيرها من الزهور كالياسمين والسوسن، فذلك لأن حبيبها (رانجان) يدعوها (الزنبقة الحمراء) وهي كذلك تحس أن لون حبه أحمر كهذا الأحمر الذي يطوق جيدها.
وللألوان فلسفة. ولكل شيء معنى ودلالة.
وتختلف الدلالات باختلاف نظرة الناس. فهذه نالديني تفهم من الزنبقة الحمراء معنى الحب. ولكن (جوكيل) وهو أحد الحفارين يفهم منها معنى آخر، فهو حين يرى جيدها وقد تدلى منها الزنبق الأحمر يقول لها (إنك تظهرين لي كشعلة من اللهب القاني يمجها الشيطان).
حقاً ما أعجب طاغور! أنه يسطر مسرحيته بالألوان كما الرسام. أنه يريد أن يحلي جيد الملك بإكليل من الزهر الأبيض، والبياض رمز الموت، والجمرة رمز الحياة. وإذا كان الملك يجمع الذهب، ويستمتع بلونه وتوهجه، فإن لونه ميت كالذهب نفسه، أما لون الزنبق فحي لأن الزهر حي.
يفتن الذهب الناس لأنه رمز القوة، ولكنها قوة وهمية، لا يمكن أن يشتري بها الإنسان الحب، وهو سبيل السعادة. وفي ذلك يقول صوت الملك معترفاً لنالديني
(كل ما أملك أثقال ميتة، وحطام أصم. لا الوفرة في الذهب بمستطيعة أن تخلق جريئاً، ولا الزيادة في القوة بقادرة أن تهب الشباب. . أنا أستطيع أن أحرس بالقوة التي أملكها، ولكن. . . آه، لو كنت أملك شباب (رانجان) لحررتك، ثم تشبثت بك، وأخذتك بين أحضاني بعنف. إن وقتي ينفق في عقد الحبال المبرمة، ولكن وا أسفاه! كل شيء يمكن أن يحفظ بإيثاقه إلا السرور والمرح فإنها لا يوثقان).
وإذا كان الملك شقيا بذهبه وقوته، ولا يجد فيهما عزاء أو تسلية ولا ترويحاً عن للنفس، فإن الشعب يلتمس الراحة من الكدح والدأب في العمل بالنشوة التي يجدها في الخمر. وكل