التناقض، لأنه يريد أن يثبت أن علة الوجدان جثمانية، أي أن الحركة الجثمانية تكون أولاً، ويكون السرور أو الألم ثانياً، ولكن قوله إنه قد أجريت تجارب فوجد أن الجسم يحدث به كذا وكذا عند السرور، قد يفهم منه أن السرور ينشأ فتنشأ تبعاً له حالة معينة بالجسم، وهو عكس ما أريد إثباته
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة القصيرة، وقد كان المقام يستدعي الأسهاب، إلا أن أسجل رغبة أحسستها عند تصفحي الكتاب، وتلك أنني وددت لو خرج هذا السفر الجليل الممتع المفيد، أجمل انسجاماً من حيث الطبع، وبخاصة في مواضع العنوانات وحجومها.
وإني لأنتهز هذه الفرصة لأهنئ المؤلفين الفاضلين على هذا التوفيق، وأهنئ قراء العربية أن كان لهم هذان المؤلفان الفاضلان
زكي نجيب محمود
وجهة الإسلام
تأليف جماعة من المستشرقين
ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريده
كتاب في نحو مائتين وخمسين صفحة من القطع الكبير، ألفه بالإنجليزية الأساتذة هـ. أ. ر. جب أستاذ اللغة العربية بجامعة لندن، ل. ماسينون الأستاذ بجامعة باريس وكلاهما عضو بالمجمع اللغوي الملكي المصري، ج. كامبفماير بجامعة برلين، ك. برج بجامعة ليدن واللفتنانت كولونل فرار بالجيش الهندي سابقاً. ولقد قام بتعريب هذا الكتاب الأديب محمد عبد الهادي أبو ريدة خريج قسم الفلسفة بالجامعة المصرية
وإنك لتفهم موضوع الكتاب من تلك العبارة التي جاءت في مقدمة الترجمة العربية بقلم الأستاذ جب:(فأما الذي يرمي إليه مؤلفو هذا الكتاب فهو أن يحللوا تيارات الفكر التي تعبر عن حالة المسلمين ثم النزعات التي تتردد بينهم ليراها القارئ الأوربي اللبيب الذي له بعض الخبرة بحياة البلاد الشرقية). ولقد قسم المؤلفون موضوعاته بينهم فاختص الأستاذ ماسينيون بمن اتصل من العمال المسلمين اتصالاً وثيقاً بالحياة الأوربية، وتكلم الأستاذ كامبفماير عن النظم الجديدة في الحياة الاجتماعية والعقلية في آسيا الغربية، وانفرد