المنفعة، والحكومة بجانب الأمة؛ وكل هذه الصور الرائعة إنما تتألق وتتراءى في إطار روحي شعري تألف من عيد الفطر للمسلمين، وعيد الميلاد للأقباط!
أسبوع حافل! ان فيه للدين سبب ممدود وشمل جامع، وللحرية يوم مشهود ومظهر رائع، وللوطنية لواء معقود ومُجْتلى فخم، وللسياسة شعب محشود وأمر ضخم، وللقومية أمل منشود وعمل صالح!!
وإن عاماً يكون عنوانه هذا الانقلاب، وطالعه هذ اليمن، واستهلاله هذا النسيد، لآية من الله على انجلاء الغمة، واهتداء الغرائر، وارعواء الغي، وانكشاف الطريق
احمد حسن الزيات
ذكريات وتجارب
أول درس ألقيته. . . . . . *
أبداً لا أنسى السعاة الرهيبة العصيبة التي ألقيت فيها أول درس من أول فصل! كان ذلك منذ سبعة عشر عاماً والسن حديثة والنفس غريرة والنظر قصير، وكانت المدرسة ثانوية أجنبية، تجمع أخلاطاً من الأجناس والأديان، وأنماطاً من الأخلاق والتربية، وكنت قد أدركت قسطاً من العلم النظري على الطريقة الأزهرية، وشدوت طرفاً من التعليم الفني على الطريقة اللاتينية، إلا أن ما حصلت منهما كن لايزال طافياً في ذهني، متحيراً في فكري، لايطمئن إلى ثقة، ولايستقر على تجربة! أضف ذلك إلى طبع حَي، ولسان من الخجل عيني، ووجه للقاء الناس هيوب!
قضيت موهناً من الليل في إعداد الدرس: أراجع مادته وأرسم خطته وأسسد خطاه، ثم احتفلت لكلام أقابل به التلاميذ قبل التمهيد للدرس، وغدوت إلى المدرسة أقرع باب الأمل المرجوـ وأستطلع ضمير الغيب المحجب. دق الجرس فجاوبه قلبي بدقات عنيفة كادت تقطع نياطه وتشف لفائغه، وقمت أجر رجلي وبجانبي مفتش الكلية جاء يقدمني إلى الطلبة. دخلنا الفصل فحيانا التلاميذ بالوقوف، وقال المفتش فأطال القول وأجزل الثناء، ثم خرج وبقيت!!
أقسم أني أقول الحق وإن كنت أجد بشاعة طعمه ومرارة ماقه على لساني! لقد نظرت إلى