وآخر: (أسم حضرتك إيه يا أفندي، والله انت راجل طيب!)
وآخر: (فلان صوته جميل يا أفندي، خليه يغني شويه)
فقطعت سيل هذه الأسئلة المتجنية الساخرة بهذه الجملة الحيية المتواضعو:
- على كل حال كاد الوقت ينتهي فلا يتسع لشيء من هذا ولكن صوتاً أشبه بصوت القدر قد انبعث أقصى الحجرة يقول:
(أوه! دا لسه ساعة وربع! حصة العربي ساعتين كل يوم!)
- ساعة وربع؟؟ نعم ساعة وربع! أقضيها على هذه الحالة الأليمة كمل شاء نظام ٠الفرير)، أو كما قضى الجد العاثر والطالع المشئوم!! وإذن لا مناص من انفجار البركان ووقوع الكارثة!
* * *
كأنك تريدني على أن أسوق إلي بقية القصة!!
حنانيك! لا تكلفني هذه الخطة، واعتمد على نفسك وحدسك في التخبر والاستنتاج!!
لقد انحل النظام فتشعث الأمر وانتشر؛ وأذكر أني حاولت الكلام مراراً فلم أسمع صوتي من اللغظ! فجعلت قيادي في يد (اولادي) ثم سكت حتى نطق الجرس!!
خرجت من الفصل أميد من الهم وأجر ذيل الفشل السابغ الضافي، وفي نفسي أن أترك التعليم وهو حديث صباي ومنتجع هواي الى عمل آخر يصلح لي وأصلح له!!
ولكني عدت الى الفصل، ومضيت في التعليم، وكنت بعد شهرين اثنين مدرس الفصل الأخير وأستاذ الكلية الأول!
فما الذي جعل من اليأس أملاً، ومن الفشل فوزاً، ومن الضعف قوة؟
إسمح لي أن أكون صريحاً فيما كان لي، كما كنت صريحاً فيما كان علي
لقد التمس الوصلة الى النجاح في أسباب خمسة كله معلوم بالضرورة مؤيد بالطبع، ولكن العلم غير العمل، والرأي خلاف العزيمة، والتجربة وجود الفكرة وواقع الحقيقة
(١) مواصلة الدرس وادمان النظر - فلم أترك كتاباً في المواد التي أدرسها حتى تقصيته أو ألممت به، واستفدت منه. وكان جدى ذلك علي وثوق الطلبة بما أقول، وظهور التجديد فيما أعمل، وتصريف الدرس وتنويعه على ما اجب. ولن تجد أشفع للمدرس من سعة