ولكن المعلمين وا أسفاه كما بدأهم الله يعودون! فليت شعري هل يكون الدرس الأخير في مبد إمماتي، كما كان الدرس الأول في مبدا حياتي.
الزيات
الثورة على الاسلام
حرب منظمة يشهرها الكماليون على الاسلام
للأستاذ محمد عبد الله عنان
تشهر تركيا الكمالية على الأسلام حرباً لا روية فيها ولا هوادة؛ وقد رفع الزعماء الكماليون اليوم القناع كاملاً بعد أن رفعوا من قبل طرفاً منه، وظهرت سياستهم نحو الاسلام في ثوبها الحقيقي؛ ودخلت هذه الحرب المنظمة التي يشهرونها على الاسلام في طورها الايجابي بعد أن كانت تقف عند ورها السلبي؛ وقد اتخذت هذه الحرب منذ البداية وما زالت تتخذ ثوب (المدينة والتمدين) أعني تحرير تركيا من كل طابع ولون ديني، وصبغها في كل مظاهرها الرسمية والعامة بالصبغة المدنية. ولو وقفت سياسة انقرة حقاً عند هذه الغاية لما كان ثمة مجال لريب في صدق نياتها؛ فان الاسلام، كالنصرانية، لايحول دون اصطباغ الدولة بالصبغة المدنية المحضة؛ وأمم أوربا النصرانية التي تقلدها وتتشبه بها تريا الجمهورية - إذا استثنيا روسيا البلشفية - لا تجد أية غضاضة في ولائها للنصرانية، وإن كات أشد وأعرق (مدينة) من تركيا الجمهورية، ولم تذهب أية دولة أوربية - سوى روسيا البلشفية - في مطاردة الدين الى الحد الذي تذهب اليه حدكومة أنقرة؛ وحكومة أنقرة لاتطارد العقيدة الدينية لذاتها، ولكنها تطارد الاسلام، وكل ما يمت اليه بنوع خاص؛ وإذا كانت تطارد اللغة العربية وكل مظاهرها في الكلام والكتابة، فليس ذلك لتحرير اللغة التركية من العناصر الاجنبية فقط، ولن لأن اللغة العربية هي قبل كل شيء لغة القرآن، ولغة الاسلام الاولى
وقد بدأت الثورة المالية على الاسلام منذ قيام الجمهورية التركية ذاتها، أعني منذ نحو عشرة أعوام، وكانت غب مرحاتها الاولى تتخذ صورة الاصلاح الديني أو المدني، وكانت سلبية لا تسفر عن نزعتها الهدامة؛ ولم يكن في خطواتها الأولى مثل إلغاء الخلافة، وجل الجماعات الدينية والصوفية، وفرض الثياب المدنية والقبعة، ما يثير الأذهان المسلمة