للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وحقائبهما وكتبهما وأدواتهما وأشياءهما الاخرى، فلو رأيها - أي الغرفة - لحسبتهما آيبين من سفر. وكان ثم حجرتان أخريان في مسكنهمت، لكنهما كانا لا يستعملانهما او ينتفعان بهما إلا في الندرة القليلة، إذا زارهما من لم ترتفع بينه وبينهما الكلفة، فكانت هذه الحجرة الفسيحة للنوم والمطالعة والطعام والشراب والسمر، واللهو أيضاً. ولو شاء لاتخذا بيتاً أكبر وأوسع، ولاثثاه بما هو أو ثروألين، ولكنهما كانا يؤثران المخشونة، وينفران من التطري والرخاوة، ويستقبحان أن يكونا مترفين وإن كثر المال في أيديهما. وكانا ظريفين لا يعدلهما أحد في ظرفهما، وقد تآخيا على أصفى ود وأتم مداخلة، فهما خليط وأمرهما في كل شيء واحد، لايختلف ولا يتعدد.

ونهض الاول عن المكتب وفي يده ورقة يتأملها، ومشى متمهلاً إلى صاحبه حتلا إذا بلغ مكانه دفع بالورقة إليه فقرأ فيها

(مطلوب:)

(مديرة لبيت، ويشترط أن تكون متعلمة وخبيرة، والاجر يُتفق عليه، والرد يكون باسم السيدة نينا شقراوب بجريدة الكوثر بالقاهرة)

ثم سأل: (ما هذا؟)

قال: (هذا؟ هذا إعلان! ماذا يمكن أن يكون غير ذلك؟)

فسأله: (ولكن ما حاجتنا إلى من تدير لنا بيتنا؟ ألسنا ندبر أموره القليلة على أحسن وجه؟)

قال: (يا صاحبي، ليس هذا من شأنك. ولا تخش أن أثقل كاهلك بهذه المديرة المطلوبة. أنما أريد أن أداوري نفسي وأعالج إفلاسها، وأملأ هذا الفراغ الذي أحسه في قلبي)

قال الآخر: (ولكن. . . .)

فقاطعه ذاك (لا تعترض يا صاحبي، فليس عليك بأس من ذلك.)

وخرج، فمضى إلى صاحب (الكوثر) وكان صديقه، فناوله الاعلان

فسأله هذا: (أهي السيدة التي. . . . .؟)

قال: (لا، بل غيرها، وقد كلفتني أن أقوم عنها بالأمر، فكم تطلب أجراً للنشر؟)

فأبى الرجل أن يتقاضى أجراً

* * *

<<  <  ج:
ص:  >  >>