وجاءت ردود، بعضها تليفوني، والعبض رسائل، فأما التليفونية فأهملها وأبي أن يُعنى بها أو يتقبلها، وأما الرسائل فكانت ثلاثة حملها معه إلى البيت، وهناك فضها وجلس يتدبرها هو وصاحبه، ويحاول أن يستنبيء الخط والأسلوب عسى أن يعرف منهما - على التقريب - سن الكاتبة وحظها من الجمال.
فتعلقا بواحدة تقول كاتبتها إنها تعلمت في انجلترا، وأنها حذقت هذا الفن - فن ادرة البيوت - على مهرة الأساتذة والمعلمات
وقال الذي سمي نفسه في الاعلان (نينا شقراوي)
(فلنتبع) أسلوب (شرلوك هولمز). إنها تقول إنها تعلمت في انجلترا، فلا شك أنها صغيرة السن، لأن ارسال البنات إلى انجلتزا ليتعلمن لايزال إلى اليوم غير مألوف، ولم يبلغ أن يون سنة، كأرسال الفتيان؛ ثم ان التي تذهب إلى انجلترا لتتعلم لابد أن يكون أهلخا ذوي مال، وقد تتاج يا صاحبي أم تسأل - لأنك ذكيٌ جداً - لماذا إذن تريد أن تكسب رزقها بعرق جبيتها؟ والجواب أنهما فرضان لا أرى لهما ثالثاً: الاول أن يكون المال قد ذهب، وافتقرت الأسرة بعد اليسر، والثاني أن تكون الفتاة قد تمرددت على أهلها لسبب من الأسباب وتركت البيت، فهي تنشد العمل لتعيش، كراهة منها للارتداد إلى أهلها صاغرة ذليلة. واضخ؟ حسن! فلنكتب إذن الرد)
وقام إلى المكتب فكتب ما يأتي:
(الآنسة المحترمة. . . .
جاءني ردك، وأكون شاكرة ل إذا تفضلت بانتظاري في تمام الساعة الخامسة من يوم. . . . أمام باب_جروبي)
بشارع المناخ
وتحياتي إليك وإلى الملتقى
نينا شقراوي)
وتوخى في كتابة الرسالة أن يطيل حروفاً ويقصر أخرى، ويجعل زوايا الجيمات والدالات الخ، حادة، ويعوج السطور ليجيء الخط أشبه ما يكون بخط النساء