للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ودنا الموعد، فقال لصاحبه: (قم بنا)

فنظر إليه صاحبه متعجباً وسأل: (ولكن ما دخلي أنا؟)

قال: (من يدر؟ إنه لا يعلم الغيب إلا الله! قم فقد أحتاج إليك.)

ووقفا على الافريز المواجهلباب (جروبي) وصارت الساعة الخامسة، وإذا بفتاة ممشوقة تقف على الافريز الآخر وترفع عينها إلى باب جروبي ثم تصوبها إلى الساعة على يدها، ثم تتلفت فقال الذي لا دخل له: (هي والله! قرأت أسم جروبي، ونظرت في الساعة. هيا بنا إليها)

فقال صاحبه (بنا؟ ما شاء الله! أظن أني سمعتك تسألني ما دخل في هذه الحكاية؟ أم ترى كان غير السائل المنر؟)

قال: (إنما أعني أنه يجب أن تلمها حتى لايطول انتظارها فتقلق فتذهب)

قال: (وما يعني من قلقها وذهابها؟ فلتقلق ولتذهب!)

قال: (ولكن لماذا إذن واعدتها أن. . . .)

قال: (يا أحمق! إني أريد - أتفهم؟ - أريد أن تقلق وتمضي وأزيدك علماً، فأقول إني لا أجرؤ أن أكلمها أمام باب جروبي الذي يدخل منه ويخرج كثيرون ممن يعرفونني.)

وعادت الفتاة فألقت على ساعتها نظرة ثم دارت فمشت.

فذهب صاحبنا يعدو خلفها، حتى إذا دنا منها ناداها بأسمها فوقفت وقال:

(معذرة. إن السيدة شقراوي متوعكة، وقد كلفتني أن أقابلك)

فقالت الفتاة بابتسامة: (أشكرك، وأشكرها. لقد خالجني شك، فتوهمت لحظة أني أخطأت. وهل أنت أخوها؟)

قال: (أخوها؟ أوه! لا! ابنها فقط. . .)

قال: (معذرة)

قال: (ألا توافقين على أني ما زلت شاباً تتدفق الدماء الحارة في عروقي؟)

فضحكت وقالت: (بالطبع. . . . وأين البيت؟)

فساءه أنها غيرت الموضوع وقال: (البيت؟ البيت يا سيدتي. . . . في. . . . في القاهرة)

فسألته: (أي شارع؟)

<<  <  ج:
ص:  >  >>