فقال: (أي شارع؟ هل ينتظر أن تعرفيه إذا قلت لك إنه شارع البسطويسي؟) فقطبت وسألت المحتجة المستهجنة (البسطويسي؟)
قال: (لم يخطيء طني. فتاة مثلك غضة السن جداً - وجميلة أيضاً بالطبع - متعلمة في انجلتزا لا يعقل أن تعرف هذه الشوارع التاريخية)
فسألت بأهتمام: (أهو شارع تاريخي؟)
قال: (لاشك! أقدم من التاريخ)
فأحست أنه يتهكم وسألته: (والبين؟ ما مساحت؟ ٩
فقال: (إيه؟ مساحته؟ الحق أقول؟ الحق أقول، لا أعرف)
قالت: (م غرفة فيه؟)
ولم يكن مما قدر، أن يجري الحديث هذا المجرى فقال بعد تردد (كم غرفة؟ أه. . . أقول لك يا ستي. . . . ثلاث)
فدهشت وصاحت: (ثلاث فقط؟)
فقال: (أراك دهشت! ول الحق. فانها غرف فسحة جداً. . . تصلح للرقص، او لسباق الخيل)
قالت: (لا تمزح. لقد كنت أظنه بيتاً كبيراً)
فسألها: (أليس بيراً؟ إني أراه كبيراً جداً)
قالت: (ثلاث غرف!؟ والخدم؟ ما عددهم؟)
قال: (الخدم؟ أي خدم؟)
قالت: (خدم البيت!)
قال: (ليس في البيت خدم!)
قالت: (ماذا تقول؟ لا خدم؟)
قال: (نعم. . . أعني لا. . . وأي حاجة بنا إلى الخدم؟)
قالت: (أي حاجة؟ كيف يكون بيت بلا خدم محتاجاً إلى مديرة؟)
قال: (يا سيدتي، لهذا احتجنا إلى مديرة. فالأمر موكول اليك. . . .)
قالت: (لقد كان ظني غير ذلك. . . . كنت أحسبه بيتاً عظيماً غاصاً بالخدم، أتولى أموره