وتبددت اللحظة الاخيرة من العالم، تبدد الحروف الاخيرة من مقالتي، ولم يبق في الوجود، إلا. . . . اسم الله
باسم الله نستأنف العمل، والله المستعان!
علي الطنطاوي
ظواهر متماثلة
في تاريخي الادبين العربي والانكليزي
للأستاذ فخري أبو السعود
لا يكاد يكون بين الأدبين العربي والانجليزي من وجوه التشابه إلا الأمور العامة التي يتفق فيها كا أدبين يعبران عن نوازع النفس الانسانية، وهما فيما عاد ذلك مختلفان جد الاختلاف، وهذا راجع الى أمرين: أولهما اختلاف الأمتين في الجبلة والبيئة: فهذه أمة شرقية سامية هرجت من جزيرة صحراوية وولاثت الدول الشرقية القديمة، وتلك أمة غربية آرية خرجت من جزيرة شمالية وشاركت في تراث الدولة الرومانية، وثاني الأمرين اختلاف قسطي الأدبين من التأثر بالثقافة اليونانية: فبينما كان تأثر الأدب العربي بها قليلاً غير مباشر تأثيرها في الأدب الانجليزي شاملاً غامراً للأصول والفروع، فكتسب ذلك الأدب الانجليزي شاملاً ظل الأدب العربي بعيداً عنها
ولكن هنا ظواهر في تاريخ الأمتين والأدبين متمائلة أدى إليها تمائل وقتي في الظروف وأدت الى نتائج متمائلة: فعصر الجاهلية في تاريخ الادب العربي شبيه بعصر ما قبل اليزابث في التارريخ والأدب الانجليزي: ففي ذينك العصرين كان كل من الشعبين يعيش داخل جزيرته في عزلة كبيرة عن العالم على حال شبيهة بعصر الأبطال في بلاد اليونان الذي أنتج ملاحم هوميروس، وكان الأدبان تبعاً لذل جافيين، وعْرى الأسلوب واللفظ، ساذجي المعني، بعيدين عن الصناعة الفنية، وكانا أقل رقياً من الأدب الذ جاء في العصر التالي. والواقع أن الشبه هنا وبين الجاهلية المصرية وعصر الأبطال اليواني كبير: ففي الجاهلية كان العرب منقسمين قبائل وعشائر متناحرة كما كانت البلدان والعشائر اليونانية،