وباتصال كل من الأمتين بالأمم المتحضرة سَرَت إليها موجة عدوى من دواعي الترف وبدأ أثر ذلك في أدبها: فاختلاط العرب بالفرس أدخل الترف والعبث في البلاط العباسي وأثر في جيل أبي نواس من الشعراء، واتصال الانجليز بفرنسا في ظل ملكها المترف لويس الرابع عشر أفسد بلاطهم على عهد شارل الثاني وبان أثر ذلك في الأدب ولاسيما في الرواية التمثيلية
وكلا الأدبين تأثر إلى حد بعيد بالكتاب السماوي الذي تدين به أمته؛ فأثر القرآن في المجتمع العربي وتاريخ اللغة العربية وأصولها وآدابها وثقافة أدبائها وأساليبهم جسيم بين الجسامة، فقد كان منذ جاء مثلاُ أعلى وثقافة قائمة بذاتها؛ والانجيل منذ ترجم إلى الانجليزية في عهد الاصلاح الديني له اليد الطولي في تثبيت الأسلوب النتثري الانجليزي، وتثبيت مفردات اللغى، وإدخال مفردات جديدة واشتقاق غيرها، واختراع طرق للاشتقاق أ
لم يأخذ العرب عن اليونان ولا عن غيرهم أخذاً بالجملة ما صنع الانجليز، بل ظلوا غب زمانهم شامخين بأدبهم ينظرون من عليائه إلى من حولهم من أمم وما لها من آداب؛ أما عهد الاخذ بالجملة في تاريخ الأدب العربي فهو عصرنا الحاضر الذي يُسع فيه أدباؤنا اللغات الغربية دراسة ونقلاً ومحاكاة، فيُغنون أدبنا أي إغناء، ويخصبونه بالعنصر الأجنبي