للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والصوفية منحى في الفكر، لا بل في الشعور ويصعب تحديده، يظهر في محاولة العقل الانساني تفهم الطبيعة الروحية لحقيقة الأشياء، ويبرز في بِشر المرء وسروره بنعمة الارتباط الروحي مع الخالق العظيم

معنى لفة صوفي

لقد تباينت الآراء وتضاربت الأهواء في المصدر الذي اشُتقت منه لفظة صوفي، فمن قائل إنها من الأصل اليواني (سوف بمعنى حكمة كما ذكر أبو الريحان البيروني في كتاب الهند، ومن قائل - وهم الصوفيون أنفسهم - من صفا صفاءً. قال أبو الفتح البُستي

تنازع الناس في الصوفي

قدماً وظنوه مشتاً من الصوفِ

ولست أنحل هذا الاسم غير فتىً

صافي فصوفي حتى لُقب الصوفي

وذهب آخرون الى أنها متحدرة من معنى ديني، فينسبونها الى أصحاب (الصفة) وهم قوم من الصحابة كانوا يجلسون على باب المسجد يوزعون الصدقات على الفقراء. على أن الرأي الأكثر شيوعاً والأقرب للعقل والمنطق هو نسبتها الى (صوف) أي الى ظاهر اللباس. فأبو نصر السراج مؤلف كتاب اللمع - وهو أول كتاب ظهر عن الصوفية - يقول: (إن لبسة الصوف دأب الانبياء وشعار الأولياء، فلما اضفتهم الى ظاهر اللبسة كان ذل اسماً مجملاً عاماً. . . .)

وقد أيد العلامة (نوالدكه) هذه النظرية وشاركه في الرأي العالم الانجليزي الشهير (برون وان مما استدل به على ذلك الكلمة الفارسية (باشمينابوش) التي يسمون بها عادة، ومعناها اللفظي (لا بسو الصوف) وجبب الصوف كانت منذ القدم علامة الحياة البسيطة الساذجة

منشأ التصوف الاسلامي

يرجع بنا البحث عن منشأ التصوف الاسلامي الى الحركة الزهدية التي قامت في القرن الأول للهجرة تحت التأثير النفسي العميق المتكشف عن خوف من الله تعالى يوجب التسليم لأرادته سبحانه والانقياد لمشيئته. وعلى هذا يجمل بنا أن نبحث التصوف في طورين مختلفين

<<  <  ج:
ص:  >  >>