فاذا ذهبت تستمع الى حبه للطبيعة وغرامه بها سمعته يقول:
قس بالسماء الأرض تعلم أنها ... بكواكب الأزهار أحسن زخرف
أحداق نرجسها لحد شقيقها ... مبهونة بجماله لم تطرف
والطل في زهر الاقاح كأنه ... ظًلْك ترقرق في ثنايا مرشف
وهو إحساس طيب وشعور حميد يوجه نظرك إلى أن في الأرض جمالاً قد تزيد قيمته عما في السماء من نجوم وكواكب، فليقبل على الزهوز يتمتع بمرآها، ويستلذ بشميم رياها وينعم بجمالها - كا كان له - كما حدثتك - لذة خاصة في الصيد حينما يخرج مع جماعة (حسان الوجو) فيصطادون ويتمتعون وهو يصف لك ذلك في قوله:
برزنا الى الهو في حلبة ... حسان الوجوه خفاف المراب
بنادقهم في عيون القسي ... كأحداقهم في قسي الحواجب
فتلك لها طائر في السما ... وهذي لها طائر القلب واجب
وحلت سوابق شهب خو ... طفُ حجْن المناسرُ المخالب
بزاة لها حدق الأفعوا ... ن وأظفارها كحماة العقارب
فللأفق نسران: ذا واقع ... وذا طائر حذر الموت هارب
وألق كلابنا ضارياً ... يباري هبوب الصبا والجنائب
تطير به أربع كالريا ... ح ويفترض عن مرهفات قواضب
ويضرب في ليل جلبايه ... شعاع شهاب من العين ثاقب
وعدنا نجر ذيول السرو ... ر والطير والوحش ملء الحقائب
ألا تراه يصف لك رحلة شقية؟ إذ انه قد خرج مع جماعة حسان الوجوه يقصدون اللهو والتمتع فاختاروا الصيد ملهى لهم فخرجوا يبغونه، ولكنه قبل أن يصف لك ما فعلوه في رحلتهم مضى يحدثك عن جمال رفقته وأن عيونهم كالسهام تصيب القلوب وتدميها، فأحداقهم البنادق هذه هدفها طائر في السماء، وتلك يجب لها طائر القلب ويخفق
ذهبوا الى مكان الصيد فأطلقوا بزاتهم وكلابهم فانطلقت لاتلوى على شيء تصطاد ما عن لها، وبعد أن وصف لك بزاتهم وكلابهم التي كانت عدتهم طمأنك على نتيجة الرحلة وأنها أنتجت نتيجتها فعادوا يجرون ذيول السرور والطير والوحش ملء الحقائب