مسلم بن الحجاج صاحب الصيحي، والحاكم المحدث الكبير، وأبي القاسم القشيري صاحب الرسالة، ومحيي الدين النيسابوري الفقيه، وفريد الدين العطار وعمر الخيام - المدينة التي يقول فيها الخيام
شراب نشابور وآب دبير ... جواني كند كرخورَد مردبير
وترجمته (شراب نيسابور وماؤ ذبير يردان الشيخ الى شبابه)
ويقول الانوري:
حبذا شهر نشابوره درُبشت زمين ... كربهست است همين است وكرنه خودنيست
وترجمته (حبذا مدينة نيسابور! إن يكن على ظهر الأرض جنة فهذه، وإلا فلا جنة)
نيسابور مدنية أزلية، يرى الفرس أن بانيها طهمورث ثالث الملوك البيشداديين، وأن اسكندر الكبير خربها ثم عمرها شابور الملك الساساني فسميت باسمه. وقد عرفها اليونان القدماء وسموها نيسوس. ويقال إنهم باكوس إله الخمر ديونيسوس أي إلة نيسابور
وقد تعاقب عليها البُناة من الساسانيين والعرب والغزنويين والسلاجقة كما توالت عليها النوائب من الزلال والغارات في عصور شتى. أصابها زلزال عظيم سنة نيف وخمسائة من الهجرة وسنة ٦٦٦ وسنة ٨٠١. ودمرها الغُز سنة ٥٤٨ حين غلبوا السلطان سنجر السلجوقس وأسروه. وهي المصيبة التي نظم فيها الأنوري الشاعر الفارسي قصيدته المعروفة (دموع خراسان) ولكت المدينة على رغم هذه المصائب كانت في معظم العهد الاسلامي قبل التتار عامرة مزدهرة حتى سميث أم البلاد وقبة الاسلام
وقد رووا في عمرانها ونضرتها ما يستبعده العقل. فمن عجائبها الاثنى عشرية أنه كان بها اثنا عشر نهراً تنحدر من الجبال، واثنا عشر مائة مدرسة (أي ألف ومائتان) واثنا عشر مائة قرية، واثنا عشر ألف قناة تجري من اثني عشر ألف ينبوع
قال ياقوت وهو ممن أدركوا غارات التتار:
(وأصابها الغز في سنة ٥٤٨ بمصيبة عظيمة حيث أسروا الملك سنجر وملكوا أكثر خراسان، وقدموا نيسابور، وقتلوا كل من وجدوا، واستصفوا أموالهم حتى لم يبق فيها من يعرف، وخربوها وأحرقوها، ثم اختلفوا فهلكوا. . . واستولى عليها المؤيد أحد مماليك سنجر فتقل الناس الى محلة منها يقال لها شاذباخ وعمرها وسودها، وتقلبت بها أحوال