العروض بعد موت الخيام فوجوده مصدقاً لما قال. قال نعم. لابد أن يكون كما وصفت
كتب على صفحة من العمود: (الحكيم عمر الخيام - وفاة الحكيم سنة ٥١٧ هجرية -) وفوق ذلك رباعية من نظم ملك الشعراء بهار ترجمتها: اجلس إلى قبر الخيام واقض الوطر، واتبغ فراغ ساعة من غم الأيام. إن تسأل عن تاريخ بناؤ مرقده فهو (أطلب سر القلب والدين من قبر الخيام) (رازدل ودين وقبر خيام طلب)
وعلى الصفحة الثانية رباعيتان ترجمتها:
عاد السحب يبكي على العشب الأخضر، فلا ينبغي العيش
بغير الخمر الحمراء. هذا المرج مسراح أبصارنا اليوم فليت
شعري من يسرح بصره غداً في أعشاب قبورنا؟
نحن لُعَب، والفلك بنا لاعب، حقيقة هذه لا مجاز فيها، كنا لاعبين على نطع هذا الوجود، فعدنا إلى صندوق العدم واحداً بعد آهر
وعلى الصفحة الثالثة رباعيتان:
ظهر بحر الوجود من الخفار، وما استطاع أحد أن يثقب جوهرة الحقيقة هذه، كل تكلم بما يهوي، وما قدر احد أن يبين عن الحقيقة
ليس عندنا يقين ولا حقيقة، ولا يستطاع تزجية العمر كله في رجاء هذا الشك، هلم نأخذ اقداح الصهباء بأيدينا لا نضعها، ما فرق الصاحي والسكران في عذه الجهالة؟
وعلى الصفحة الرابعة رباعيتان:
أولئك الذين كانوا بحار الفضل والآداب، وصاروا في كمالهم مصابيح الأصحاب، لم يجدوا للخروج من هذا الليل المظلم طريقاً، فحدثوا بالأساطير ثم أخذهم النوم
إن هذا الدوران الذي يتجلى فيه مجيئنا وذهابنا، لا تستبين له بداية ولا نهاية، ولايستطيع أحد أن يخبر صادقاً من أين جئنا وإلى أين نذهب)
ووراء قبر الخيام مزهرة جميلة كتب على أرضها بألوان النبات: (حكيم عمر خيام)، ورأينا بجانب القبر خابية، كأن واضعيها رأوا مناسبة بينها وبين قبر الشاعر الذي كان مستهتراً بالخمر. وقرأت على هذه الخابية أنها موقوفة على مسجد إمام زاده محمد المحروق. فقلت