للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الملك: أتضحك؟

الوزير: إن هذه الكلمة منا في هذا الموقف غريبة

الملك: (في رجفة) لماذا؟

الوزير: الحق والعقل والفضيلة كلمات أصبحت ملكاً لهؤلاء الناس أيضاً. هم وحدهم أصحابها الآن

الملك: وأنا. . .؟

الوزير: أنت بمفردك لا تملك منها شيئاً (الملك يطرق في تفكيره وصمت)

الملك: (يرفع رأسه أخيراً) صدقت إني أرى حياتي لا يمكن أن تدوم على هذا النحو

الوزير: أجل يا مولاي. وإنه لمن الخير لم أن تعيش مع الملكة والناس في تفاهم وصفاء ولو منحت عقلك من أجل هذا ثمناً

الملك: (في تفكير) نعم إن في هذا كل الخير لي. إن الجنون يعطيني رغد العيش مع الملكة كما تقول. وأما العقل فماذا يعطيني. . .؟

الوزير: لا شيء. . . أنه يجعلك منبوذاً من الجميع مجنوناً في نظر الجميع

الملك: إذن فمن الجنون إلا أختار الجنون

الوزير: هذا عين ما أقول

الملك: بل إنه لمن العقل أن أوثر الجنون

الوزير: هذا لا ريب بين العقل والجنون

الملك: ما الفرق إذن بين العقل والجنون

الوزير: (وقد بوغت) انتظر. . . . (يفكر لحظة) لسن أتبين فرقاً

الملك: (في عجلة) على بكأس من ماء النهر

هذا مجمل القصة والجزء المهم من الحوار الذي دار بين الملك ووزيره، وانتهيا منه بأن العقل لا يغنيهما شيئاً في ملكة من المجانين، لذلك آثر أن يكونا منهم. وموضوع القصة - كما ترى - لطيف طريف، وليس في هذا مجال لشك أو موضع لغرابة، ولكن مما استرعى نظري إنني كنت أقرأ بدايتها قراءة الشاعر بما سيحدث في نهايتها، فما أتيت على آخرها حتى ظللت أفكر فيمن سمعت أو قرأت عنه تل القصة حتى هداني التفكير الى كتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>