للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السؤال:

- أي المدن اخترت؟. . روما؟ ميلانو؟ فلورنسا؟ توران؟ نابلي؟

كان (سيريني) لا ينبس ببنت شفة، وإنما كان يجيبهم بهزة رأس تدل على النفي كل الدلالة!

- إذن. هل اخترت مدينة أجنبية؟ باريس؟ برلين؟ فينا؟ لندن.

ولكن الشاعر لبث صامتا، رأسه وحده كان يتكلم!

- فانفجر أحد أصدقائه وقال: إذن. . إذن أين؟؟

- هل اخترت مسرح (الماريونيت)؟. . مسرح (الفينيول)؟

أخذ (سيريني) يبتسم بوداعة وسكينة. . وأخيراً أجاب:

- ستمثل روايتي لأول مرة في (بونتاسياف)!!

في (بونتاسياف)؟؟

دهش الجميع، وطفقوا يحتجون في غير هدوء ولا سكون، أما (سيريني) فانه لبث يبتسم ابتسامته الغامضة ويعيد في غير ملل:

- قلت لكم في (بونتاسياف)!!!. . . كفى!!!

ولم يستطع أحد بعد ذلك أن يستدرجه إلى قول جملة غير هذا، فتسارع أصحاب المسارح ورؤساء الفرق والممثلون وسفراء الملكات إلى داره ليروا: أمازح هو أم جاد؟ أم اعتراه جنون مزاح؟. . . كلا!. . إن (سيريني) وهو جالس إلى منضدته يعيد بدون ملل: (ستمثل روايتي لأول مرة في بونتاسياف)! وقد زاد على ما تقدم: (هاهي مستريحة في هذا الدرج، على غاية ما ترون من الصحة، ولم يصف لها أي طبيب تبديل الهواء اللهم إلا إذا كان هواء بونتاسياف).

فأخذ بعضهم ينظر في وجوه بعض والدهشة ترفع من عيونهم الحواجب، وتقطب الجبهات، وشرعوا يتساءلون عن سبب هذا العناد، فاختلفت آراؤهم وتضاربت، ولكن أحداً منهم لم يستطع إدراك الحقيقة.

وقد أسرع رؤساء شركات التمثيل بالرجوع إلى القطار لأنه لم يك بينهم من يفكر في (بونتاسياف) عادوا مخفقين وأكثرهم كان قد تعاقد سلفاً على تمثيلها في أشهر المدن وأكبر

<<  <  ج:
ص:  >  >>